الجبل هو أنت![]() |
| الجبل هو أنت |
|
كتاب اليوم |
أضيف بواسطة RAWAN |
يبدأ الكتاب بتشبيه الإنسان بالجبل الضخم الذي يقف في منتصف طريقه. الكاتبــة تقول إن الجبل الذي نحاول تسلّقه طوال حياتنا ليس الظروف ولا الناس ولا الخوف، بل هو تراكمات داخلية: عاداتنا، شكوكنا، مخاوفنا، ردود فعلنا، وطريقة رؤيتنا لأنفسنا. وكأن حياتنا تتوقّف إلى أن نقرر مواجهة ذلك الجبل بدل الدوران حوله.
في الفصول الأولى تشرح الكاتبة كيف أن التخريب الذاتي هو أكبر عدو للإنسان، وأننا نسقط في هذا الفخ لأننا نخاف من التغيير، أو لأن أذهاننا تعوّدت على الألم أو الفوضى أو القلق. الإنسان أحيانًا يظن أنه يريد النجاح، بينما داخله شيء يأخذه خطوة للخلف؛ لأن العقل اعتاد منطقة الراحة حتى لو كانت مؤذية. وتؤكد أن أول خطوة لتجاوز هذا التخريب هي أن يكون الإنسان صريحًا مع نفسه، يفهم لماذا يهدم الأشياء التي يريدها، ولماذا يؤجل، ولماذا يخاف، ولماذا يقسو على ذاته دون سبب.
وفي فصل آخر تتحدث الكاتبة عن الصدمة العاطفية القديمة، وكيف تتحول إلى سلوكيات جديدة دون أن نشعر. فالشخص الذي لم يُسمع صوته وهو صغير يصبح بالغًا يخشى التعبير. ومن عاش الفوضى يُصبح بالغًا يرفض الاستقرار لأنه يشعر بالغربة فيه. الكاتبة تشرح كيف أن الإنسان يحمل جروحه القديمة وكأنها بوصلة تقوده، بينما المطلوب هو أن يرى تلك الجروح بوضوح، يتعامل معها، يناقشها، ويعطي نفسه حق الشفاء.
ثم تنتقل إلى فكرة أن النمو الحقيقي يبدأ عندما يتوقف الإنسان عن انتظار الظروف المثالية. الجبل لن يتحرك، والطريق لن يصبح أسهل. المطلوب هو أن يتحرك الشخص نفسه، وأن يدرك أن قوته تكبر عندما يبدأ السير مهما كان الطريق صعبًا. وتقول إن كل إنسان يحمل بداخله “نسخة أعلى” منه، نسخة أقوى وأشجع وأوضح، وهذه النسخة لا تظهر إلا عندما يُجبر الإنسان نفسه على مواجهة الأشياء التي كان يهرب منها لسنوات.
وفي الفصول المتوسطة، تغوص الكاتبة في كيفية بناء ذات جديدة. تتكلم عن أهمية العادات الصغيرة، وعن فكرة أن التغيير الحقيقي ليس لحظة كبيرة، بل سلسلة لحظات صغيرة يلتزم بها الإنسان كل يوم. وتشدد على أن الإنسان الذي يشفي نفسه لا ينتظر التشجيع من أحد، ولا يقارن طريقه بغيره، بل يعرف أن كل خطوة في طريقه— حتى لو كانت بطيئة—هي تقدم حقيقي.
ثم تتناول موضوع التسامح مع الذات، ليس بمعنى التهاون، بل بمعنى النظر لنفسك كصديق تحبه لا كعدو تحاسبه. تقول الكاتبة إن الإنسان لا يستطيع أن يبني حياة صحية وهو ينظر لنفسه بعين القسوة، لأن القسوة تزرع شعورًا خفيًا بأنه غير مستحق للأفضل. لذلك تدعو القارئ إلى أن يتعامل مع نفسه كطفل يحاول أن يتعلم المشي: يشجّعه، يرفق به، ولا يعنفه إذا سقط.
وفي فصل عميق ومؤثر، تتكلم الكاتبة عن التحوّل، وتشرح أن الإنسان لا يصبح أقوى عندما ينتصر على الحياة، بل عندما ينتصر على نفسه. عندما يكسر العادة التي تؤذيه. عندما يتوقف عن تكرار العلاقة التي تجرحه. عندما يقول “لا” لأول مرة وهو معتاد أن يقول “نعم”. عندما يختار نفسه حتى لو غضب الجميع. هذه اللحظات الصغيرة هي التي تبني نسخة جديدة منك، نسخة تستطيع أن تصعد الجبل بدل أن تقف عند أسفله.
وفي نهاية الكتاب، تضع الكاتبة الفكرة النهائية: أن الطريق نحو النفس ليس طريقًا مستقيمًا، بل رحلة طويلة مليئة بالتوقفات والالتفافات. وأن الجبل الذي نخاف منه، هو في الحقيقة الجبل الذي سيُظهر قوتنا. وأن الإنسان لا يُولد شجاعًا، بل يصبح شجاعًا عندما يقرر أن يصعد جبل نفسه مهما طال الطريق.
الكتاب كله يدور حول فكرة واحدة عظيمة: أنت لست ضحية الظروف، أنت صانع نفسك. وكل شيء تريد تغييره في حياتك يبدأ من داخلك. الجبل الذي يعترض طريقك هو أنت، والجبل الذي ستحقّق من خلاله أكبر انتصار في حياتك سيكون أيضًا أنت . |
| المشاهدات 16 تاريخ الإضافة 2025/11/18 آخر تحديث 2025/11/18 - 13:53 رقم المحتوى 1588 |
أخبار مشابهة