مجلة التدريب
www.Moias.org
25 قصة نجاح
25 قصة نجاح
كتاب اليوم
أضيف بواسطة RAWAN

يعتقد الكثير من الناس أن النجاح يأتي للإنسان إمّا بضربة حظ، أو أنه قدر مكتوب منذ بداية حياته، لا مفرّ منه. لكن هذا الكتاب الرائع يحاول أن يغيّر تلك النظرة السلبية، ويقنع القارئ بأن النجاح ليس حكرًا على المحظوظين أو المقدر لهم، بل هو ثمرة صبرٍ وجهدٍ ومثابرة. يستعرض الكاتب مجموعة من القصص الملهمة لشخصيات عالمية واجهت الكثير من الصعوبات والعقبات، لكنها استطاعت تجاوزها لتصل في النهاية إلى النجاح الكبير الذي طالما حلمت به. وفيما يلي، سنسلّط الضوء على بعضٍ من هذه القصص المدهشة.

 

 

اولاً: النجاح قد يأتي بعد سنّ الخامسة والستين

وُلد في التاسع من سبتمبر عام 1890، وفقد والده عندما كان في السادسة من عمره. ومع اضطرار والدته للخروج إلى العمل لتأمين لقمة العيش، وجد الطفل الصغير هارلند ساندرز نفسه مضطرًا لتحمّل مسؤولية أخيه البالغ ثلاث سنوات وأخته الرضيعة. كما كان عليه أن يطبخ للعائلة مستعينًا بوصفات والدته، حتى أتقن في السابعة من عمره إعداد عدد من الأطباق الشهية، من بينها الدجاج المقلي.

لكن معاناته لم تتوقف عند هذا الحد، إذ اضطر للعمل في طفولته في وظائف متواضعة، أولها في مزرعة مقابل دولارين شهريًا. وبعد أن تزوجت أمه، قرر الرحيل والعمل في مزرعة أخرى، متنقلاً بين عدة وظائف، إلى أن درس القانون بالمراسلة ومارس المحاماة لفترة قصيرة، كما تولى إدارة محطات الوقود.

ذلك الطفل الكادح هو نفسه الرجل ذو الشعر الأبيض الذي نعرفه اليوم رمزًا لأشهر مطاعم الدجاج المقلي في العالم — كنتاكي فرايد تشيكن. كانت رحلة هذا الرجل مليئة بالعقبات والتحديات. ففي الأربعين من عمره، بدأ يطهى الدجاج ويبيعه للمارة في محطة الوقود التي كان يديرها. كان زبائنه يتناولون الطعام في غرفة نومه الصغيرة. ومع مرور الوقت، زادت شهرته، وأصبح الناس يأتون خصيصًا لتذوق دجاجه اللذيذ. هذا النجاح البسيط مكّنه من العمل طاهياً رئيسيًا في فندق مجاور لمحطته.

على مدى تسع سنوات من التجارب، تمكن ساندرز من إتقان فن طهي الدجاج المقلي وصنع وصفته السرية الشهيرة المكونة من 11 نوعًا من التوابل، وهي التي تمنح دجاج كنتاكي مذاقه الفريد حتى اليوم.

ورغم العقبات الكثيرة والخسارات التي تعرض لها، لم يستسلم ساندرز. وبعد أن تقاعد وحصل على شيك بسيط من التأمين الاجتماعي، رفض فكرة الجلوس في انتظار المعاش الحكومي، وقرر أن يبدأ من جديد. أقنع مجموعة من المستثمرين بتمويل مشروعه الجديد للدجاج المقلي الشعبي، ومن هنا وُلدت رسميًا شركة كنتاكي فرايد تشيكن في عام 1952.

واصلت سلسلة كنتاكي نجاحها الكبير على مدى السنوات، وفي عام 1991 تغيّر اسمها رسميًا إلى KFC لتوسيع نشاطها وعدم اقتصاره على الدجاج فقط. واليوم يعمل في فروعها المنتشرة في أكثر من مئة دولة حول العالم أكثر من 33 ألف موظف.

 

الدروس المستفادة:

  • من طفولة قاسية خرجت مهارة الطهي، ومن العمل في محطة وقود بدأت الفكرة، ومن المطبخ وُلدت الوصفة السرية. كل حدث في حياتنا يحمل حكمة، فقط علينا أن نتعلم منها.
  • كلما اشتدت الصعاب وتعقدت الأمور، اعلم أن الفرج قريب، فالصبر يجلب الفتح العظيم.
  • لا يأس مع الحياة ولا حياة مع اليأس، فكل ما لا يقتلك يجعلك أقوى وأصلب.

 

ثانيًا: راهب دومينوز بيتزا

فقد والده في طفولته، ولم تستطع والدته إعالته هو وأخاه، فاضطرت لوضعهما في ملجأ للأيتام تديره راهبات بولنديات متشددات، غرسن في نفسه حب الدين والانضباط. التحق لاحقًا بدراسة اللاهوت ليصبح راهبًا، لكنه فُصل في النهاية لعدم التزامه التام بالقواعد.

عمل بعدها سائق شاحنة نقل لتوفير المال للالتحاق بالجامعة، ودرس ربع فصل دراسي فقط قبل أن يضطر لتركها بسبب ضيق الحال. التحق بعدها بمشاة البحرية الأمريكية، وكان يقضي ساعات طويلة على ظهر السفن يفكر في مستقبله. وبعد خروجه من الخدمة، عمل في توزيع الصحف، واشترى محلًا صغيرًا لبيع الجرائد والمجلات.

وفي عام 1960، أخبره شقيقه جيمس عن مطعم بيتزا صغير معروض للبيع اسمه دومينيكز. تحمس توم للفكرة لكنه لم يرد خوض التجربة وحيدًا، فاتفق مع أخيه على شراء المطعم مقابل 500 دولار نقدًا و900 دولار قرضًا. لم يكن الأخوان يملكان أي خبرة في الطبخ أو إدارة الأعمال، وتعلّم توم طريقة إعداد البيتزا في درسٍ لم يتجاوز ربع ساعة!

كان من المفترض أن يعمل توم نصف اليوم وجيمس النصف الآخر، لكن الأخير رفض ترك وظيفته في البريد، فانسحب بعد ثمانية أشهر فقط. واصل توم العمل وحيدًا، وكانت السنة الأولى شاقة للغاية، مليئة بالديون والتعب. وفي أحد أيام العطلة، تغيّب نصف العمال، وهو اليوم الأكثر ازدحامًا بسبب إغلاق مطاعم الجامعات، فاضطر توم لتدبير الأمر وحده. نصحه أحدهم بتقليل أحجام البيتزا والاكتفاء بحجم واحد (ست بوصات) لأنها تُطهى بسرعة وتربح أكثر. نفذ الفكرة فحقق في تلك الليلة أرباحًا إضافية بنسبة 50% لأول مرة!

بمرور السنوات، توسع توم واشترى فرعين جديدين في المدينة. أراد تسمية فروعه باسم دومينيكز، لكن المالك الأصلي رفض، فبحث عن اسم مشابه. عندها اقترح عليه أحد موظفي التوصيل اسم دومينوز بيتزا، وأعجبه الاسم لأنه إيطالي الأصل وسهل التذكّر ويرمز لقطع الدومينو التي تصلح شعارًا للشركة. ومع مرور الوقت والجهد الكبير، تحوّل مشروع توم إلى واحدة من أكبر سلاسل البيتزا في العالم.

 

الدروس المستفادة:

  • رغم ظروفه الصعبة ونشأته القاسية، استطاع توم أن يكوّن أسرته وينشئ مشروعه الخاص.
  • النجاح لا يعني أنك محصّن من الفشل، كما أن الفشل لا يعني استحالة النجاح.
  • امتلك دائمًا رؤية واضحة لما تريد أن تكونه في المستقبل، حتى إن لم تصل بعد، فوضوح الهدف هو الخطوة الأولى للإنجاز.
  • لا تستهِن بأي نصيحة، وامنح فريقك الثقة التي يحتاجها لينجح معك

 

ثالثًا: هل تريد أن تصبح مليونيرًا؟

كان هناك طفل أمريكي أسمر في السادسة من عمره يعيش مع والدته المريضة في فقرٍ شديد. كانت أمه تعمل ليل نهار لتؤمّن لأطفالها لقمة العيش، فكان ينام وهي مستيقظة ويستيقظ ليجدها لا تزال تعمل. قرر الطفل فارل جراي أن يساعدها بأي طريقة، فبدأ يبيع عبوات كريم البشرة مقابل دولار ونصف للجيران وسكان الحي. وفي السابعة من عمره طبع بطاقات كتب عليها “مدير القرن الحادي والعشرين”. وبحلول الرابعة عشرة، كان قد حقق مليون دولار من أرباحه الخاصة.

تعلم جراي مبدأ الشراء بالجملة والبيع بالتجزئة من ملاحظته لتجار المخدرات في حيه الفقير، لكنه استخدمه في التجارة المشروعة. تعرّف على معلمه ومرشده روي تاور الذي علّمه أن من يستطيع ربح خمسين دولارًا في اليوم، يمكنه يوماً أن يصبح مليونيرًا. لم تكن طفولته سهلة على الإطلاق، فعندما أراد حقيبة أعمال، لم تستطع أمه شراءها له، فحوّل صندوق طعامه المدرسي إلى حقيبة أعماله الخاصة، واستعار ربطة عنق قديمة من أخيه ليبدو كرجل أعمال صغير.

في سن الثامنة، طُلب منه إلقاء خطاب أمام عائلته، فبدأ يتدرب حتى أذهلهم بفصاحته. أسس بعدها منتدى للأعمال في حيّه الفقير بمدينة شيكاغو، هدفه جمع تبرعات لدعم الأطفال وتشجيعهم على العمل والإبداع. حصل على تبرعات بلغت 15 ألف دولار، مستخدمًا طريقته الذكية التي أسماها “أرشدني إلى خمسة يمكنهم أن يوافقوا”. كان يتعرض للرفض كثيرًا، لكنه لم يستسلم أبدًا، بل كان يطلب من كل رافض أن يرشده إلى خمسة أشخاص آخرين قد يقبلون.

استثمر جراي تلك التبرعات في مشاريع بيع الحلوى والمشروبات الغازية، لكنّه اضطر للتوقف بعد تدهور صحة والدته وانتقال الأسرة إلى مدينة أخرى. وهناك، في لاس فيغاس، أُتيحت له فرصة التحدث في برنامج إذاعي، بفضل طلاقته وقدرته على الإقناع، فكانت تلك بداية جديدة له.

في الثالثة عشرة، قرر استثمار أمواله في مجال يعرفه جيدًا — الطعام. كان يساعد جدته في الطهي، لذا أسس شركة صغيرة لبيع الأطعمة في نيويورك. لكنه قبل أن يبدأ، قرأ كتابًا عن التسويق وطبّق كل فصل منه بدقة. بدأ بطهي الحساء وتعبئته في زجاجات، ثم أرسله لمصنع التعليب، وتعلّم من خبراء المجال حتى نجح مشروعه. وفي الرابعة عشرة من عمره فقط، تحوّل الطفل الفقير إلى مليونير بعدما تجاوزت مبيعات شركته المليون ونصف دولار.

لكن جراي لم يتوقف عند ذلك؛ أسس شركة لبيع بطاقات الهاتف مسبقة الدفع، وأطلق برنامجًا إذاعيًا للمراهقين، واشترى مجلة، وأنتج برنامجًا كوميديًا ناجحًا. ومع كل نجاح، لم ينسَ الآخرين، فأسس جمعية خيرية تحمل اسمه لمساعدة الشباب على بدء مشاريعهم الخاصة.

 

الدروس المستفادة:

  • المجتمع لم يسخر من محاولات هذا الطفل، بل دعمه وساعده في طريقه.
  • النجاح المادي لا يعني التخلي عن مساعدة الآخرين، بل يزيد من قدرتك على العطاء.
  • لم يعرف اليأس طريقه إلى قلبه، واستمر في التعلم والاستفادة من كل من حوله حتى بلغ القمة

 

المشاهدات 16   تاريخ الإضافة 2025/11/11   آخر تحديث 2025/11/11 - 13:23   رقم المحتوى 1578
أخبار مشابهة
تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 1742 الشهر 31223 الكلي 2076395
الوقت الآن
الثلاثاء 2025/11/11 توقيت الكويت
تصميم وتطوير