هل إتقان اللغة الإنجليزية مشكله كبيره يواجهها الكبار؟
إعداد: أ.هناء المجرن
يعاني الكثير من المتدربين والمتدربات من صعوبة استيعاب اللغة الإنجليزية على الرغم من أهميتها وسعة انتشارها كلغة عالمية يسهل بها التفاهم بين مختلف الأجناس والشعوب ممن تنوعت لغاتهم، كما تزداد أهميتها من حيث نشر جميع العلوم والمعارف بها وضرورة اكتساب المتدرب العربي لكل ما هو حديث ومتطور منها لإثراء ثقافته التي يجب أن تمتد إلى ما هو أبعد من المقررات الدراسية حتى تواكب أرقى وأحدث ما نشر في العلوم والتكنولوجيا والأدب والعلوم الإنسانية.
قد نري رأي بعض المتدربين والمتدربات في اللغة الإنجليزية عن أهميتها وموقفهم بالنسبة لها في بداية تعليمهم فانقسموا إلى فريقين اتفق الفريق الأول على أن اللغة الإنجليزية صعبة ومزعجة وأنهم لم يلاقوا الرعاية الكافية في تعلمهم لها في السنوات الدراسية السابقة وأنهم يخشون من التعثر فيها وأن تكون هي السبب في التأخر الدراسي وانخفاض المعدل رغم تفوقهم في تخصصهم. أما الفريق الثاني فقد سلم بأهمية اللغة الإنجليزية وضرورتها كأداة لاكتشاف العلوم والمعارف الحديثة إلا أنهم يعانون من صعوبة كبيرة في فهم المعاني ونطق الكلمات الجديدة كما أكد البعض قدرته على القراءة والكتابة باللغة الإنجليزية مع معاناته من عدم القدرة على إدارة حوار بها.
ويبشرنا الفريق الثاني من شبابنا ببريق من الأمل، أما الفريق الأول فعليه أن يفهم كيف أن اللغة هي مهارة مكتسبة وليست فطرة وأن كل مهارة لها أصولها والعوامل التي تساعد على إتقانها مثلها مثل السباحة وقيادة السيارة وغيرها من المهارات العادية، فلا أحد يستطيع قيادة سيارته دون تعلم كيفية تشغيل السيارة وقواعد المرور من حوله فكلاهما متكاملان ولا يقوم أحدهما بمفرده وإلا يحدث نوع من الخلل في إنجاز مثل هذه المهارة.
مهارات اللغة
فتعلم اللغة الإنجليزية مثل أي لغة أخرى في العالم يتطلب أربع مهارات أساسية لإتقانها وهي مهارات القراءة والكتابة والتحدث والاستماع. فإذا أردنا دراسة اللغة فعلينا إحداث نوع من التوازن والتقارب بين هذه المهارات الأربع, ويلاحظ أنه أي خلل في مهارة من مهارات اللغة ينتج عنه عيب في إتقانها أو تعلمها. فنحن نقرأ العربية ونكتبها ونتحدث بها في كل وقت ونستمع إليها كذلك طوال الوقت كما أن لدينا الخلفية اللغوية الكافية التي تجعلنا نفهم كل ما يدور حولنا من أحاديث مهما كان الموضوع، وهذا التمكن يحدث لأنها اللغة الأم التي أحاطت بنا من كل الجهات منذ أن ولدنا. فلا مقارنة بين اللغة الأم وأي لغة أخرى، ولن يستطيع أجنبي إتقان لغتنا الأم إلا إذا عاش بيننا منذ الصغر، والعكس صحيح أن الطفل العربي إذا عاش في دولة أجنبية منذ الطفولة قبل أن يتم عشر سنوات نجده يكتسب تلك اللغة الأجنبية .
أين يكمن الحل؟
يكمن حل مشكلة تعلم اللغة الإنجليزية بالنسبة للكبار في التركيز على المهارات الأربع ومحاولة تحقيق التوازن بينها، فمن السهل إتقان مهارتي القراءة والكتابة للكثيرين، فقد يقضي المتدرب ساعات يوميا يقرأ ويكتب الإنجليزية من أجل تعلمها وقد يتقنها بالفعل, ولكن بعض المتدربين تجدهم يعانون من عدم القدرة على الحوار وفهم الجديد من المعاني بمعنى أن هناك مهارات لم تأخذ حظها لعدم وجود المناخ الكافي لتحقيقها. لذا فمن أراد إتقان اللغة الإنجليزية بالفعل بعد أن أتقن نصف مهاراتها وهي القراءة والكتابة فعليه أن يجتهد في تحقيق النصف الآخر من المهارات الأربع بمحاولة الاستماع إلى نشرات الأخبار أو محادثات مسجلة أو غيرها وكذلك محاولة التحدث بالإنجليزية لبعض الوقت مع من يرغب في تعلم اللغة مثله ويعاني من نفس الظروف وبذلك يتحقق التكامل والتوازن بين مهارات اللغة ونسعى إلى إتقانها وتحقيق الفائدة المرجوة منها, فالمعرفة الحديثة قد لا تكون مكتوبة فحسب بل قد تكون مسموعة أيضا.
|