هل يكون نموذج الجمع بين التعليم عن بعد والتعليم المباشر
بوابة لتطوير التعليم؟
بقلم الاستاذ / هادي صالح الحربي
عندما تكون الأزمات سبب لحدوث تغيرات في أنماط الحياة وقد تكون إلى الابد,,,
وهذا ما حدث في التعليم وخصوصا التعليم الأساسي فخلال أكثر من مائة عام استمر التعليم النظامي بنظام نمطي وتصميم يكاد يكون موحد في جميع انحاء العالم ولكن عندما حدثت أزمة الوباء العالمي كوفيد 19
وتم الإغلاق على مستوى العالم حيث شمل قطاع التعليم بجميع مراحله بدأت ملامح مرحلة جديدة قد تكون التحول العالمي في الية التعليم الأساسي وهي ان نخطط ونبني برامجنا التعليمية اعتمادا على التحول الرقمي الهائل الذي يكاد يتيح الاكتفاء بالتعليم عن بعد لأغلب المقررات النظرية بتفاعل يكاد يتطابق مع التواجد الفعلي.
وهنا يأتي التساؤل ما هو العائد من هذا التحول؟
تفرض هذه المرحلة تطوير البرامج والمناهج العلمية وتكثيف التطبيق العملي للمختبرات والتجارب والتركيز على استثمار الوقت المتاح بما يحقق نقلة نوعية في درجة استيعاب الطلبة للمواد العلمية ما كانت تتيحها الية التعليم التقليدي.
فعندما يسمح للطلاب بالدراسة الرقمية عن بعد لأيام محدد في الأسبوع والتواجد الفعلي باقي ايام الأسبوع للدراسة العلمية والتطبيقية سوف نرى تغير نمطي في كثير من الأمور منها على سبيل المثال إعادة تصميم وتطوير البرامج والمناهج العلمية وكذلك تطوير البنية التحتية للمدارس بما يتماشى والنمط التعليمي الجديد وقد يتيح هذا النموذج من التعليم وخصوصا في مرحلة الثانوية إشراك القطاع الخاص في التطبيق العملي مما يهيأ فرصة التوجيه المباشر للطلاب وفي مرحلة مبكرة لاختيار التخصص الذي يرغبون به والذي أيضا يتناسب مع الاتجاه العالمي التقني الذي ينهي الكثير من التخصصات النظرية والتقليدية ويفرض تحديا في توفير حاجة سوق العمل لكثير من الوظائف الفنية والتقنية.
ويمثل التعلم الهجين إذا أردنا تسميته هكذا فرصة لتخصيص وقت التعلم المباشر في المدرسة للمواد العلمية والتطبيقية بالمختبرات.
ومن هذا المنطلق تأتي أهمية العنصر البشري الذي سوف يتعامل مع هذا النموذج التعليمي الجديد وهو المعلم حيث يتطلب هذا النموذج العلمي التطبيقي قدرات فنية وعلمية يفرضها واقع البرامج والمناهج التعليمية سواء للمواد النظرية حيث الحاجة للتعامل مع تطبيقات رقمية تساعد في تحقيق التعلم عن بعد بجودة عالية وكذلك المواد العلمية التطبيقية كل ذلك يتطلب تكثيف التدريب والتطوير المستمر للهيئة التدريسية في المدرسة .
ويمثل هذا النموذج من التعليم تحديا للطلاب حيث يتم تلقي الدروس النظرية رقميا عن بعد بينما يستثمر وقت التواجد الفعلي في الفصل الدراسي والمختبر بالتعليم والتطبيق العملي.
كذلك يتم التركيز على أهمية المشاركة في مجموعات علمية وتطبيقات عملية مشتركة والمناقشة العلمية الامر الذي سوف يأدي بلا شك الى نقلة نوعية في جودة التعليم وفي درجة الفهم والاستيعاب وأيضا التوسع في التخصصات العلمية والتقنية التي تتطلبها المرحلة القادمة في الثورة الصناعية الرابعة.
وللحقيقة انه مثل هذه الأفكار التي ولدتها ازمة كورونا تحتاج تظافر جهود علمية معتبرة ومشاركة مجتمعية على مستوى الدولة لان الحديث في ميدان التعليم يرتبط مباشرة بمستقبل المجتمعات والاقتصاد والدولة وهذا ما نأمله من مؤسسات المجتمع المدني مثل جمعية المعلمين وغرفة التجارة وكذلك أجهزة الدولة ممثلة بوزارة التربية والتعليم العالي والمجلس الأعلى للتخطيط أن يتم دراسة مثل هذه الأفكار بما يعود بالفائدة على المجتمع والدولة. والله الموفق،
|