دور الرقابة الذاتية على زيادة انتاجية العاملين وتحسين الاداء في المؤسسات من وجهة نظر ادارية |
التدريب |
أضيف بواسطة sa |
الأستاذة عائشة المشعان
تعتبر الرقابة في علم الادارة احدى عناصر العملية الادارية لتكتمل بها السلسلة الادارية وهي العنصر الاخير والذي يحتوي كل ما يسبقه من عناصر(تخطيط..تنظيم..توجيه..رقابة) والتي من خلالها نتمكن من استكشاف نقاط الضعف والقوة بالاداء في العمل وكذلك استكشاف الاخطاء للسيطرة عليها وترميمها قبل وقوعها.
والرقابة الادارية تعني مدى تطبيق المنظمة لأجراءت العمل المعتمدة ضمن الخطط والسياسات الاستراتيجية المطبقة في مكان العمل كما تهتم بقياس الاداء لكشف نقاط الضعف والقوة في الاداء وتصحيح نقاط الضعف حال وجودها وهي تكون مكشوفة وظاهرة تمكن المنظمة من تمييز الاخطاء وطرق علاجها(تقويم الاخطاء) ضمن الية عمل معينة . ومن هنا تُعرف الرقابة أيضاً على أنّها قياس فعلي لأداء الأفراد وتقييم مدى التزامهم بالقرارات والتعليمات والتوجيهات بشكلٍ تفصيلي، بحسب ما هي مبرمة وموجودة في الخطة، بشرط أن تكون هذه التوجيهات ضمن معايير معينة ومعقولة، دول التقليل أو المبالغة.(دانة الوهادين) مما لا شك فيه ان دور الرقابة في المنظمة وسيلة لمتابعة مراحل سير العمل وبيان البدائل الصحيحة للخطأ حين وقوعه .ولكن للأسف العديد من المنظمات تنسى او تتجاهل دور الرقابة الذاتية للعامل على تحسين الاداء وزيادة الانجاز, فعندما يشعر الموظف انه مسؤول عن اعماله ويراقب نفسه دون وجود ضغوطات خارجيه عليه فأنه يشعر بدوره واهميته بالمؤسسة وانه يشكل جزء لا يتجزأ من متخذي القرار الاداري في المنظمة مما ينعكس على اداءه وزيادة انتاجيته مع الرقابة الادارية على مدى قدرة العامل على الالتزام بالصلاحيات المقدمة له من مؤسسته ضمن اطار تنظيمي –منوها ان الرقابة المشددة على الموظف تجعله يشعر بالتذمر وينعكس اثره على انعدام الولاء لمؤسسته. كما ان الرقابة الذاتية في العمل هي إحساس الموظف والعامل بأنه مكلَّف بأداء العمل ومؤتمنٌ عليه ، من غير حاجة إلى مسؤول يذكِّره بمسؤوليته ولعل الرقابة الذاتية أهم عامل لنجاح العمل ؛ لأنها تغني عن كثير من النظم والتوجيهات والمحاسبة والتدقيق وغير ذلك. وكما ذكر الباحثون الاداريين بأن الشعور بالمسؤولية يشعر الموظف أنه مكلَّفٌ بالعمل المناط به ، ويجب عليه الالتزام بالعقد المتفق عليه ، هذا من جهة المسؤولية الوظيفية ، ومن جهة أخرى فإن الموظف عليه مسؤولية اجتماعية تجاه المجتمع ، فالطبيب و القاضي و المعلِّم والعسكري يقومون بخدمةٍ اجتماعية لا يمكن أن يقوم بها غيرهم ، فتنامي الإحساس بهذه المسؤولية عندهم يحثُّهم على جودة الأداء الوظيفي بغض النظر عن الرقابة الإدارية ، والمسؤولية الوظيفية. فإذا راعى الموظف أنه يخدم شريحةً كبيرة من الناس من خلال وظيفته ، لا ينفع نفسه فقط ولا صاحب المؤسسة التي يعمل فيها فحسب ، فعند ذلك يجتهد في تحسين أدائه والإخلاص في عمله ، بعكس من يستغل الوظيفة لمصلحته الشخصية ضارباً بمصالح الآخرين عرض الحائط. وخير مثال على ذلك ما تطبقه بعض الشركات الاجنبية من تفعيل لدور الرقابة الذاتية للموظفين ومنها شركة مايكروسوفت وغيرها والتي لاقت ترحيبا كبيرا من موظفيها وعززت من كيانهم الوظيفي لدورهم في تحمل المسؤولية واتخاذ القرار الصائب مما ادى لزيادة ولائهم لمؤسستهم وزيادة انتاجيتهم لشعورهم بدورهم المحوري في مؤسستهم وانعكس ذلك على زيادة ارباح الشركة بشكل ملحوظ مقارنة بالفترات السابقة التي لم تكن تستخدم فيه هذا الدور. لذا لا بد من نظرة مؤسساتية متعمقة لدراسة دور الرقابة الذاتية لموظفيها في زيادة الانتاجية ورفع قيم الولاء للمؤسسة مما يشعر الموظف انه مهم في مكانه ويعتمد عليه مما يزيد من ادائه وبالتالي ينعكس ايجابا على اصحاب القرار في تلك المؤسسات وعلى القدرة التنافسية العالية مع المؤسسات الأخرى نتيجة تطبيق هذا النمط الاداري المميز... |
المشاهدات 3669 تاريخ الإضافة 2020/07/22 آخر تحديث 2024/12/04 - 00:03 رقم المحتوى 448 |