مجلة التدريب
www.Moias.org
مفهوم هوس التحكم
مفهوم هوس التحكم
المجتمع
أضيف بواسطة NOUF

هوس التحكم في الآخرين: فهم السلوك وأثره على العلاقات

يُعد هوس التحكم في الآخرين من السلوكيات المقلقة التي تظهر في مختلف البيئات الاجتماعية والعملية. وهو نمط يتجاوز حدود التفاعل الطبيعي، ليصل إلى رغبة مستمرة في فرض السيطرة، وتوجيه تصرفات الآخرين، والتأثير على قراراتهم دون احترام لخصوصيتهم أو استقلاليتهم. هذا السلوك يحمل آثارًا نفسية واجتماعية خطيرة، ويؤدي في كثير من الأحيان إلى تدهور العلاقات وفقدان الثقة المتبادلة.
مفهوم هوس التحكم
 هو ميل قوي وغير طبيعي لدى الفرد لفرض نفوذه على من حوله، سواء من خلال القرارات اليومية أو السلوكيات الشخصية أو طرق التفكير. ويظهر هذا الهوس عادةً نتيجة شعور داخلي بعدم الأمان، أو خوف من فقدان السيطرة على المواقف، مما يدفع الشخص لمحاولة التحكم بكل التفاصيل الصغيرة والكبيرة.
أسباب السلوك المتحكّم
تتعدد الدوافع وراء هذا السلوك، ومن أبرزها:
 • الخوف من الفشل أو الرفض: حيث يحاول الشخص التحكم في محيطه لتجنب نتائج غير مرغوبة.
 • تجارب سابقة مؤلمة: قد ينشأ السلوك نتيجة التعرض لمواقف فقد فيها الشخص السيطرة، فخلق لديه رد فعل تعويضي.
 • انعدام الثقة بالآخرين: فيلجأ المتحكم إلى السيطرة لمجرد الشعور بالأمان.
 • الرغبة في التفوق أو إثبات الذات: وهي دافع يرتبط بالشخصيات ذات النزعة التنافسية العالية.
أشكال التحكم في العلاقات
يظهر هوس التحكم بأشكال متعددة، منها:
 • التدخل في قرارات الآخرين الشخصية.
 • فرض آراء معينة والضغط لقبولها.
 • استخدام العاطفة أو الذنب كوسيلة للسيطرة.
 • متابعة وتحليل تحركات الآخرين بحثًا عن أخطاء.
 • تقليل شأن الطرف الآخر لإشعاره بالحاجة إلى المتحكم.
هذه الأساليب تُضعف الاستقلالية وتخلق علاقة غير صحية مبنية على السيطرة بدلًا من الاحترام المتبادل. 
الآثار المترتبة على هوس التحكم
يؤدي هذا السلوك إلى سلسلة من النتائج السلبية، من أبرزها:
 • تدهور العلاقات الاجتماعية والعائلية.
 • فقدان الثقة بين الأطراف.
 • ارتفاع مستويات القلق والتوتر لدى الطرف المتحكم والمتحكّم فيه.
 • اختفاء الشعور بالاحترام والراحة داخل العلاقة.
 • تحول البيئة المحيطة إلى مساحة ضغط مستمر.
كيفية التعامل مع الشخص المتحكّم
لمواجهة هذا السلوك، يمكن اتباع مجموعة من الخطوات:
 • وضع حدود واضحة: لإشعار الطرف المتحكم بوجود مساحة شخصية يجب احترامها.
 • التواصل المباشر والحازم: عبر شرح تأثير سلوكه بطريقة هادئة وواضحة.
 • عدم الاستجابة للضغط العاطفي: كي لا يصبح التحكم وسيلة فعّالة بالنسبة له.
 • طلب المساعدة المهنية عند الحاجة: خاصة إذا وصلت السيطرة لحد يؤثر على الصحة النفسية.
هوس التحكم في الآخرين ليس مجرد سلوك مزعج، بل هو ضاغط ومؤذٍ على مستوى العلاقات والصحة النفسية. إدراك خطورة هذا النمط والتعامل معه بوعي، يساعد على خلق بيئة إنسانية أكثر احترامًا وتوازنًا. إن تعزيز الثقة، وتقبّل اختلاف الآخرين، واحترام حدودهم، يعدّ أساسًا لبناء علاقات صحية ومستقرة في المجتمع.

المشاهدات 52   تاريخ الإضافة 2025/11/18   آخر تحديث 2025/11/18 - 20:34   رقم المحتوى 1589
أخبار مشابهة
تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 3023 الشهر 52226 الكلي 2097398
الوقت الآن
الأربعاء 2025/11/19 توقيت الكويت
تصميم وتطوير