![]() |
العادات السبع للناس الاكثر فعاليه |
![]() ![]() |
![]() |
![]() |
يرى الكاتب أن النجاح الحقيقي لا يتحقق بالذكاء وحده، ولا بالمهارات السطحية أو المظاهر الخارجية، بل يبدأ من الداخل؛ من المبادئ والعادات التي تُكوّن جوهر الإنسان. يؤكد كوفي أن حياة الإنسان تمرّ بثلاث مراحل أساسية: مرحلة الاعتماد على الآخرين في الطفولة، ثم مرحلة الاستقلال عندما يبدأ الشخص بالاعتماد على نفسه، وأخيرًا مرحلة الاعتماد المتبادل، وهي المرحلة التي يبلغ فيها النضج الحقيقي، إذ يتعلّم الإنسان كيف يتعاون مع الآخرين بطريقة تحقق الخير للجميع. يبدأ الكاتب حديثه عن الإنسان الفعّال من الداخل، فيقول إن أول ما يجب أن يتعلّمه المرء هو أن يكون مبادرًا، أي أن يتحمّل مسؤولية حياته وأفعاله، وألا ينتظر الظروف أو الناس لتمنحه ما يريد. فالشخص المبادر هو الذي يختار استجابته لكل موقف، ويركّز على ما يستطيع تغييره بدلًا من الشكوى مما لا يستطيع التحكم فيه. ثم ينتقل إلى عادة ثانية لا تقل أهمية، وهي أن يبدأ الإنسان والغاية في ذهنه. أي أن يعيش وهو يعرف ما يريد، وأن تكون له رسالة واضحة في الحياة. فالحياة بلا هدف تشبه سفينة تسير في البحر بلا بوصلة، أما من يملك رؤية وغاية فإنه يتخذ قراراته اليومية وفقًا لما يخدم تلك الغاية الكبرى. بعد ذلك يوضّح كوفي أن التنظيم الحقيقي يبدأ حين يتعلّم الإنسان أن يقدّم الأهم على المهم، وأن يوازن بين العجلة والهدوء. فالوقت محدود، والفعالية لا تعني أن ننجز الكثير، بل أن ننجز ما له قيمة فعلًا. ولهذا يدعو الكاتب إلى التركيز على الأمور الجوهرية التي تُنمّي الإنسان وتقرّبه من أهدافه، لا على المشاغل الصغيرة التي تستهلك طاقته. وحين يصل الإنسان إلى مرحلة التعامل مع الآخرين، يعلّمه كوفي أن يفكر دائمًا بمنطق الربح المشترك؛ أي أن يبحث عن حلول تُرضي الطرفين بدل الصراع من أجل مصلحة واحدة. فالعلاقات الناجحة تقوم على روح العدالة والاحترام المتبادل، لا على الأنانية أو التنافس السلبي. ثم يذكّر الكاتب بأن الفهم الحقيقي للناس لا يأتي من الكلام، بل من الإصغاء. فلكي تُقنع الآخرين، يجب أولًا أن تفهمهم بصدق، وأن تستمع إلى مشاعرهم قبل كلماتهم. وعندما يشعر الطرف المقابل بأنه مسموع ومفهوم، يصبح أكثر استعدادًا للتفاهم والتعاون. بعد ذلك يتحدث عن قيمة التكامل، أي أن الاختلاف بين الناس ليس ضعفًا، بل مصدر قوة وإبداع. حين يجتمع الأفراد بعقولهم وتجاربهم المتنوعة، ينشأ من ذلك مزيج جديد من الأفكار والقدرات لا يمكن أن يحققه أي شخص بمفرده. ويختتم كوفي كتابه بالعناية بالذات، أو ما يسميه «شحذ المنشار». والمقصود أن الإنسان لا يمكن أن يظل فعّالًا ما لم يجدّد طاقته باستمرار. عليه أن يهتم بجسده وصحته، ويغذّي عقله بالمعرفة، ويعتني بروحه وقيمه، ويحافظ على علاقاته بالحب والاحترام. فالتوازن بين هذه الجوانب هو سرّ الفعالية المستمرة. في النهاية، يقدّم ستيفن كوفي رؤية متكاملة للنجاح تقوم على مبدأ بسيط وعميق: «غيّر نفسك من الداخل، وسيتغيّر كل شيء من حولك.» الإنسان الفعّال ليس من يعمل أكثر، بل من يعمل بوعي، ويعيش وفق قيمه، ويتطوّر يومًا بعد يوم في علاقته بنفسه وبالآخرين وبالحياة كلها. |
المشاهدات 121 تاريخ الإضافة 2025/10/12 آخر تحديث 2025/10/12 - 12:03 رقم المحتوى 1538 |