الفرق بين القيادة والإدارة: أيّهما أفضل؟ |
التدريب |
أضيف بواسطة sa |
اعداد: أ.شذى عبدالله صادق أن تكون مديرًا جيّدًا لا يعني بالضرورة أنّك قائد ناجح، ومع ذلك فنحن كثيرًا ما نرى أشخاصًا يستعملون مصطلحي "القائد" و"المدير" بشكل متداخل، ممّا قد يسبّب بعض اللبس، فما هو الفرق بين الإدارة والقيادة، وهل إحداهما أفضل من الأخرى؟ إنّ معرفة أوجه الاختلاف بين القيادة والإدارة سيساعدك في معرفة دورك في المؤسسة التي تعمل فيها. ومن خلال معرفة الفرق بين هذين المصطلحين، ستتمكّن من تطوير قدراتك لتصل إلى أقصى إمكانياتك. ليس هذا وحسب، فأن تفهم ما يميّز القائد عن المدير سيتيح لك تحقيق التوازن بين مهاراتك القيادية والإدراية. في مقالنا اليوم، ستوضّح لكم منصّة فرصة الفرق بين الإدارة والقيادة، وستساعدكم على اكتشاف الطريقة الأمثل للموازنة بين هذين المنصبين. سنجيب اليوم عن الأسئلة التالية: ما تعريف كلّ من القيادة والإدارة؟ ماهي أوجه الاختلاف بين القيادة والإدارة؟ أيّهما أفضل؟ القيادة أم الإدراة؟ كيف تحقّق التوازن بين القيادة والإدارة؟ متى تستخدم كلاًّ من المهارات القيادية والإداراية؟ على الرغم من استخدام المصطلحين بشكل متداخل إلاّ أنّهما يختلفان عن بعضهما البعض اختلافًا جذريا، فالمهارات القيادية تأتي من قدرة القادة في الحصول على الموافقة من الآخرين، إنّهم يستخدمون تأثيرهم لتحدّي القواعد المختلفة وتوجيه الابتكار. إنهم حسب ما وصفهم المستشار الإداري بيتر دراكر، يغيّرون القواعد لإحداث التغيير. أمّا الإدارة فهي عمليّة تنسيق وتنظيم نشاطات ومهامّ شركة أو منظّمة ما بهدف تحقيق أهداف معيّنة. وبناءً عليه تتمثّل مهمّة المدراء الأساسية في أنّهم يحرصون على أن يلتزم الموظفون بقواعد وسياسات الشركة. إنّهم يعملون لتحقيق الأهداف التي وضعها قادتهم من خلال مهامّ محدّدة كالتخطيط ووضع الميزانيات، والتنسيق ومهارات حلّ المشكلات. وعلى الرغم من أنّهم في الغالب ذوو كفاءة عالية ويتمتّعون بروح المسؤولية إلاّ أن دورهم في المنظمة أو الشركة يقتصر على تنفيذ التعليمات. ما هو الفرق بين القيادة والإدارة؟ لكلّ من القيادة والإدراة ميّزات مختلفة ومجالات تركيز متباينة، نذكر لكم هنا أهمّ أوجه الاختلاف هذه: 1- التركيز على الأهداف والرؤية/ التركيز على المهام يميل القادة للتركيز على أهداف ورؤى مؤسساتهم. إنّهم ينظرون إلى الصورة الكليّة، ويحاولون إيجاد سبل جديدة لتحقيق رؤيتهم على أرض الواقع. إنهم يسعون على الدوام لتجربة امور جديدة ولكن مع التركيز على مهمّة المؤسسة الأساسية. أمّا المدراء، فعلى الرغم من اهتمامهم برؤية المؤسسة إلاّ أنّ تركيزهم منصبّ في العادة على الالتزام بسياسات وقواعد الشركة. إنهم مسؤولون عن تنفيذ أفكار قادتهم الكبيرة. - 2صفح على ماجيتهم. تصفح على موقع - الإقناع/ الإجبار بما أنّ القادة مسؤولون عن الإبداع والابتكار، يتعيّن عليهم في هذه الحالة أن يقنعوا الأشخاص من حولهم أنّ أفكارهم هذه تستحقّ الدعم، في نهاية المطاف هم يستمدّون سلطتهم من خلال تشجيع الآخرين على التفكير مثلهم واتباع منهجهم. من ناحية أخرى، فالمدراء غير مجبرين على إقناع الآخرين بأفكارهم، لأنّ دورهم يتمثّل في فرض القواعد وضمان الالتزام بها. وفي حال تمرّد أحدهم على هذه القوانين، يتمّ حينها اتخاذ إجراءات بحقّه. الموظّفون يفعلون ما يطلبه منهم مدراءهم حتى لو لم يكونوا مقتنعين بها. 3- - خوض المغامرة/ تقليل المخاطر في كلّ مرّة تجرّب فيها شيئًا جديدًا فأنت تخوض مغامرة. وبما أنّ القادة يسعون دائمًا لإحداث التغيير فهم بالتالي يجرّبون الكثير من الأمور الجديدة، وعليه فهم يخوضون المغامرة بشكل شبه يومي. أمّا المدراء، فهم يحاولون دومًا تقليل المخاطر، إنّهم يتأكدّون أنّ العاملين يقومون بمهمّاتهم على الوجه المطلوب، وفي حال حدثت أيّ مشكلات قد يلجأ المدراء إلى قادة الشركة من أجل العثور على حلّ مناسب. 4- - التشجيع/ التوجيه قد تتداخل هنا مسؤوليات القائد والمدير وذلك اعتمادًا على الطريقة التي يؤدّي بها المدير واجباته. بشكل عام، يقدّم القائد لموظّفيه التشجيع الدائم ويحثّهم على التفكير خارج الصندوق. أمّا المدير، فلديه صورة واضحة عن مجالات العمل المختلفة... قد يقدّم المدير بعض التسجيع للموّظفين لكن تبقى مهمّته الأساسية توجيههم حول كيفية أداء مهمّاتهم المختلفة. بمعنى آخر، المدير هو الشخص الذي تلجأ إليه لتعرف الطريقة الأفضل للقيام بعملك. 5- - التحدّي/ السير مع التيّار يحتاج القادة إلى التحدّي، وإلاّ فإن مؤسستهم ستكون مهدّدة بالركود ولهذا السبب تحديدًا يجرّبون أشياء جديدة ليروا ما إذا كان بوسعهم تحقيق فعالية أكبر لشركاتهم. ويعملون على تحقيق التوافق بين سياسات الشركة وبين رؤيتها. من جهة أخرى، يسعى المدراء إلى الحفاظ على الوضع الرّاهن والسير مع التيار. ويبذلون أقصى جهدهم في فرض التوجيهات العامّة المحدّدة من قبل قادتهم. 6- - التحفيز/ إعطاء الموافقة عند تجربة أمور جديدة، تزيد فرص الفشل ولذا يتعيّن على القادة أن يمتلكوا الحماس والحافز الكافي. بل يجب عليهم أيضًا أن يبقوا موظفيهم متحفّزين أيضًا وذلك من خلال ربط كلّ شيء برؤية الشركة الكبرى. فحين تكون رؤية الشركة قويّة، يصبح باستطاعة القائد استخدامها كمصدر تحفيز وإلهام للموظفين. يختلف الأمر بالنسبة للمدير الذي يتمثّل هدفه الرئيس في اتخاذ القرار المناسب حول ما إذا كان القيام بأمر ما مناسبًا أم لا. ينظر المدراء في ممارسات معاونيهم وبقية الموظفين ويبدون موافقتهم أو رفضهم لهذه الممارسات من خلال الرجوع للتعليمات الأساسية التي وضعها قادة الشركة. لعلّك لاحظت مدى الاختلاف بين مهمّات القائد ومهمّات المدير، وربّما يتبادر إلى ذهنك الآن أنّ القائد أفضل من المدير، فهل هذا صحيح؟ في الواقع يعتبر الإثنان مكمّلان لبعضهما البعض. صحيح أنّ القائد يتميّز بالجرأة ومواجهة المخاطر وروح الإبداع، في حين أنّ المدير يسعى للحفاظ على النظام وفرض السيطرة، لكن هذا لا يعني أنّ أحدهما أفضل من الآخر. تحتاج الشركات الناجحة إلى قادة ومدراء حتى تسير بسلاسة. فقدان الإدارة يعرّض الشركة لفقدان الالتزام والفشل في تحقيق الأهداف. في حين أنّ افتقادها لعنصر القيادة يعرّضها للركود وفقدان الحافز والإلهام. قد يبدو أنّ القائد والمدير يتواجدان على كفّتين مختلفتين من الميزان، خاصة عندما يتعلّق الأمر بالسلطة، لكنّهما مع ذلك يشكّلان جزءًا من فريق واحد. قد يمتلك القائد رؤية عظيمة، ولكن من دون وجود مدراء يعملون على تحقيقها سيفشل بكلّ تأكيد. وعلى الرغم من أنّ المدراء ملتزمون بالقواعد والقوانين ويسعون إلى تحقيقها لكن في حال لم يتمّ تحفيزهم وتشجيعهم من قبل القادة، فلن يتمكّنوا من النجاح في عملهم. اقرأ أيضًا: ما هي مهارات التواصل وكيف يمكنك تطويرها كيف تحقّق التوازن بين القيادة والإدارة؟ هناك نقطة توازن مثالية بين القيادة والإدارة...والشركة الناجحة هي الشركة التي تستطيع الوصول إلى هذه النقطة. والناجحون حقًا هم من يعرفون متى يستخدمون مهاراتهم القيادية ومتى يستخدمون مهاراتهم الإدارية. متى تستخدم المهارات القيادية؟ تعتمد درجة استخدامك للمهارات القيادية على بيئة العمل وطبيعة عمل الشركة والقوى العاملة فيها. فإذا كان الموظّفون واعيين برؤية الشركة وأهدافها العامّة، سيكون من الأفضل تحفيزهم وإلهامهم باستخدام المهارات القيادية. وحتى يتمكّن شخص ذو منصب مسؤول في الشركة من الاعتماد على المهارات القيادية، يحتاج لأن يضمن أنّ الموظفين واعيين وملتزمين بسياسات الشركة العامّة. فإن كنت مضطرًّا لمتابعة موظفيك للقيام بالمهام الأساسية على الدوام، سيكون من الصعب تطبيق المهارات القيادية عليهم. لكن في حال كان فريق العمل مكوّنًا من أشخاص جدّين يعلمون تمامًا أدوراهم، وقادرين على التوفيق بين الإبداع والابتكار وبين مسؤولياتهم، يستطيع حينها المسؤول أداء دور القائد للنهوض بالشركة. متى تستخدم دور المدير؟ عندما يأتي موظّف جديد إلى الشركة، سيكون بحاجة إلى أن يتمّ إخباره بكيفية سير الأمور في المؤسسة. وهنا تأتي أهمّية وجود المدراء في الشركة، خاصة عندما يكون فريق العمل جديدًا. لأنهم يساعدون هؤلاء الموظفين على معرفة كيف سير الأمور في المؤسسة وكيفية أداء عملهم على أفضل وجه. كما أنّهم أقدر على معرفة قدرات الموظفين وكفاءاتهم. ويعلمون تمامًا أنّ إعطاءهم الكثير من المهام سيؤثر سلبًا على إنتاجيّتهم. لذا فهم يعملون على الحفاظ على إنتاجية الموظفين من خلال فهم كيفية تعامل كلّ موظف مع الضغط. فرص عمل ووظائف تصفح مجموعة واسعة من الوظائف المتاحة على موقع فرصة قدّم الآن خلاصة الأمر أنّ الشركات بحاجة لمدراء وقادة ليعملوا معًا على تحقيق الأداء الأفضل. لا يمكن أن تسير مؤسسة ما اعتمادًا على واحد دون الآخر. حيث أن سير شركة مكوّنة من قادة فقط أشبه بمحاولة السيطرة على قطيع من القطط! أمّا تسيير شركة مكوّنة من مدراء فقط فيعني أنّه سيتمّ إنجاز الكثير من المهام لكن الشركة لن تتطوّر على الإطلاق. الشركة الناجحة هي التي توازن بين القيادة والإدارة لتحقيق أفضل أداء. إنها الشركة التي تعتمد على قدرات القائد في تحفيز الموظفين وتشجيعم على الإبتكار وفي نفس الوقت تستفيد من مهارات المدير في حلّ المشكلات واتخاذ القرارات لتضمن التزام الموظفين وزيادة إنتاجيتهم.
|
المشاهدات 1922 تاريخ الإضافة 2022/12/04 آخر تحديث 2024/11/20 - 22:20 رقم المحتوى 624 |