مجلة التدريب
www.Moias.org
القيادة ليست مجرد منصب
القيادة ليست مجرد منصب
التدريب
أضيف بواسطة NOOR

“القيادة ليست مجرد منصب ، بل هي عقلية”.

اعداد: أ.أفراح عبد الله الردعان

مدرب متخصص ج - قسم الإدارة المكتبية - المعهد العالي للخدمات الإدارية

مقولة رائعة شدّت انتباهي حين قرأتها في كتاب يحمل عنوان: (جميعنا قادة) للمؤلف فريدريك أرناندر .

وفعلا ، إن القيادة الحقيقية هي قيادة كل شخص لنفسه قبل أن يقود الآخرين ، قيادته في عقله ، وفي تفكيره ، وكيف يكون ذو عقلية جبارة مبدعة قادرة على التأثير على الآخرين تأثيراً إيجابياً وقيادتهم إلى العمل بحب وشغف لتحقيق الأهداف المرجوة.

كما إنَّ الإيجابيّة هي التفكير بطريقة تفاؤليّة والعمل على إيجاد الحلول البديلة لكافة المشاكل التي يمكن أن تواجه الأشخاص بشكل مستمر، بالإضافة إلى توقع النتائج الإيجابيّة وعدم التشاؤم ، وذلك من أجل التركيز على النجاح وإبعاد احتمالية الفشل عن الذهن، وتهدف الطريقة الإيجابيّة في الحياة إلى جعل الحياة أسعد وأسهل، وهو ما يعني سعادة الأشخاص وخلوّ حياتهم وتفكيرهم من القلق الذي قد يجعلهم يشعرون بالسوء.

أما القيادة ، فهي القدرة على التأثير على الآخرين وتوجيه سلوكهم نحو تحقيق الأهداف المشتركة .

فكيف إن كانت هذي القيادة ، قيادة إيجابية فعالة موجهة نحو تحقيق الأهداف مع تأثيرها القوي على الأشخاص ، ونستشهد هنا بما ذكره المؤلف جون جوردون في كتابه (قوة القيادة الإيجابية)حيث قال : “لا تدور القيادة الإيجابية حول التفاؤل الزائف ، وإنما تدور حول المكونات الحقيقية التي تجعل القادة العظام عظاماً ، المتشائمون لا يُغيرون العالم ، والنقاد يكتبون الكلمات لكنهم لا يكتبون المستقبل ، والرافضون يتحدثون عن المشكلات لكنهم لا يحلونها ، وطوال التاريخ نرى أن المتفائلين ، والمؤمنين ، والحالمين ، والفاعلين ، والقادة الإيجابيين هم من يُغيرون العالم . المستقبل ملك لمن يُؤمنون به ويتحلون بالثقة ، والمرونة ، والإيجابية ، والتفاؤل للتغلب على كل التحديات اللازمة لتحقيقة ، فالإيجابية ليست مجرد طريقة لطيفة في القيادة ، بل هي الطريقة المثالية للقيادة إذا أردت أن تبني ثقافة رائعة ، وتُوحد منظمتك في وجه الصعوبات ، وتطور فريق عمل متصلاً وملتزماً ، وتحقق نتائج رائعة وفائقة. ”

فكيف إذاً إن كانت هذه القيادة الإيجابية بكل ما تحمله من مزايا وإيجابيات مطبقة فعلياً في التدريب ، الذي يحتاج إلى ممارسة وتكرار مستمر لتحقيق أهدافه المرجوة .

ومن هنا برز مفهوم القيادة الإيجابية في التدريب ، وهو المفهوم الرائع لدمج مميزات كل من القائد ، والشخص الإيجابي ، والمدرب الفعال ، وليس هناك أجمل من أن تكون كل تلك الصفات في شخص واحد يتعامل مع متدربيه بكل حب وشغف ورغبة في التطوير والإبداع .

ومن صميم عملي ، والواقع الفعلي لي كعضو هيئة تدريب في الهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب ، فإني حريصة كل الحرص على تطبيق مفهوم القيادة الإيجابية في التدريب ، من خلال دوري كقائد في القاعة التدريبية ، بعقلية متفتحة ، مرتكزة على مبدأ المشاركة والتحفيز والتدريب التعاوني والأخذ والعطاء المتبادل ، وغرس الروح الإيجابية في كل متدرب ومتدربة منذ اليوم الأول .

ومن الرائع جداً ، أن تكون أنت المُؤثر ، وأن تُسهل الأمور وتبسطها على المتدربين ، فقد قال نبينا الحبيب محمد صلّى الله عليه وسلم في الحديث الشريف : “ألا أخبركم بمن يُحرم على النار؟ وبمن تحرم عليه النار؟ تُحرم على كل قريب ، هيّن ، ليّن ، سهل.” (سنن الترمذي).

لذا ، كن قائداً ، ومدرباً ، ومُعلماً ، إيجابيا ، يوسع الآفاق ولا يضع أمام المتدربين سقفاً أعلى للطموح ، ولا مجالاً محدداً للعلم ، كُن سهلاً ليّناً قريباً منهم ، تعمل معهم وبينهم ، تتعلم منهم وتُعلمهم ، تنزل لعقولهم وترفع بهم إلى مستوى علمك وعقلك ، رؤوفاً ورحيماً بهم ، واعلم أنهم لو أحبُّوك فسوف يحبُّون علمك وما تقدمه لهم ويتقبلون كل ما تطلبه منهم بنفس طيبة وراضية.

وهنالك العديد من الأساليب لتطبيق مفهوم القيادة الإيجابية في التدريب ، ممكن تلخيصها بما يلي:

– ابتسم ، فالابتسامة مُعدّية ، وما أجملها من عدّوى ، وتذكر فقال حبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم: “وتبسمك في وجه أخيك صدقة”

– ادخل عليهم بحُب وشغف ، فكلما أحببت عملك انعكس ذلك على كل شيء.

– اجعل الشورى مبدأً لك، فالجميع يُحب أن يكون له رأياً مُهماً ومسموعاً.

– اشعرهم بأهميتهم ، وأنك هنا من أجلهم.

– استخدم معهم الألعاب التدريبية لكسر الملل واستهدف من الألعاب ما تستفيد منه في محتواك العلمي، وطبّق مبدأ التدريب التعاوني.

– كن قريباً منهم ، مُتعاوناً معهم فرداً منهم قبل أن تكون قائداً عليهم ، إن الشعور بروح الألفة والمودة شيئاً عظيماً جداً.

– لا تنفعل ، وتقبل كل الآراء ، إن ضبط النفس من أرقى سمات القائد الإيجابي في التدريب.

– كن مرناً ، ولا تنسى أن خير الأمور الوسط .

– حفزهم ، فالتحفيز من أجل المزيد من أروع مبادئ التدريب.

– اشكر الجميع ، فالشكر والامتنان شيءٌ عظيم.

كلمة أخيرة ،،

إن المُحصلة النهائية لكل ما تعمل من أجله هي الفائدة الحقيقية لهؤلاء المتدربين، وإن التدريب ليس فقط أعطاء المعلومة ، أو تطبيق التمرين ، أو تكراره ، إن التدريب الحقيقي هو الأثر الذي زرعته أنت كمدرب في قلوب وعقول المتدربين ، فلكل بداية نهاية ، تنتهي بانتهاء الفصل التدريبي. ولكن ، الأثر الطيب الجميل باقٍ ولا ينتهي ولا يزول ، فاحرص دائما أن تكون أنت القائد والمدرب الإيجابي الذي لا يُنسى أبداً.

-----------------------------------------------------------------

المصدر: جريدة اكاديميا

المشاهدات 48   تاريخ الإضافة 2025/03/14   آخر تحديث 2025/03/14 - 08:57   رقم المحتوى 1359
أخبار مشابهة
تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 742 الشهر 38207 الكلي 1429898
الوقت الآن
الجمعة 2025/3/14 توقيت الكويت
تصميم وتطوير