اعداد: أ. عبدالله عادل الكاظمي
المعهد العالي للخدمات الإدارية - قسم الحاسب الآلي

اعتدنا منذ الأزل في المجال التعليمي أو التدريبي بأن لابد من توفير مذكرات تبسط وتسهل على المتعلم أو المتدرب دراسته للمادة العلمية. بالطبع لا نستغني عن الكتاب الأساسي ولكن للمذكرة دور كبير وفعال وبعض المواد العلمية قد يكتفي المتعلم باستخدام المذكرة إذا كانت شاملة ووافية. المذكرات لا زالت تقليدية من حيث التنسيق والمحتوى الفني وقد نجد بعض المذكرات فيها لمسات إبداعية متنوعة. من المهم تطوير المذكرات باستمرار وتبسيطها ودعمها بكل الوسائل التي تمكنّها من أن تصبح مذكرة ذكية وحيّة يتفاعل معها المتعلم بحيوية. إن مصطلح "ذكيّة" يثير الانتباه بلا شك فكيف نستطيع أن نسمي مذكرة ما بالمذكرة الذكية؟

إن ربط اصطلاح الذكاء على أي أمر في هذا الزمن دائماً ما يربطنا في التقنية بشكل عام. في البداية وقبل الدخول في الجانب الذكي من التطوير المتعلق بالمذكرات الحديثة يجب المرور على أمور مهمة يجب توفرها في المذكرات لتكون ممتازة وبعيدة عن الجانب التقليدي المعقد والحشو الزائد عن الحد. لذلك نشير في النقاط التالية على جوانب عديدة سيكون توفيرها في المذكرات أمراً مهماً ومفيداً للمتعلم والمعلم. النقاط كثيرة ولكن نلخص المهم منها بالتالي:

1. دليل توزيع المنهج: هذا الدليل يوضح تفصيل المادة العلمية بعدد الصفحات حسب المحاضرات وبعض المراكز تسميه الخطة الدراسية أو التدريبية. تضمينه في المذكرة مفيد جداً للمتعلم لمتابعة دروسه وتحضيرها باستمرار وأيضاً الاستفادة منه في حال التغيب عن المحاضرة لمعرفة الكمية العلمية التي فاتته.
2. الخرائط الذهنية: إن عالم الخرائط الذهنية يتطور بشكل مستمر وبات لزاماً علينا أن نعتمدها في مذكراتنا العلمية لما له من عائد مهم وكبير للمتعلم لتركيز وتثبيت المعلومة في أذهانهم.
3. الرسومات التوضيحية: من المهم توفير الكثير من الرسومات التوضيحية التي توصل المعلومة بشكل سلس للمتعلم وتختصر وتلخص المنهج للطالب. بالتأكيد إن طبيعة المادة نفسها تحتم توفر هذه الرسومات من عدمها ولكن يتطور العلم بشكل مستمر ولابد لهذه الخاصية أيضاً أن تتطور.

أما الجانب الذكي الذي تطرقنا له في هذه المقالة والذي يرتبط بكل مباشر مع التقنية الحديثة فستقدم هذه الخاصية الإضافية في المذكرة جانباً تفاعلياً بشكل كبير مع المتعلم. قامت إحدى المجموعات التعليمية بصناعة أول مذكرة ذكية من نوعها تقوم على أساس الشرح التفاعلي للمنهج بشكل لمن يكن له نظير. حيث قامت بشرح المنهج بشكل كامل عبر فيديوهات مصورة بشكل إبداعي ورفعها على تطبيق المجموعة التعليمية. من ثم تم إضافة QR Code لكل صفحات المذكرة وعند مسح الرمز الموجود على الصفحة يتم فتح التطبيق على صفحة الفيديو الذي يشرح أسئلة الصفحة نفسها. بالطبع في حال عدم توفر تطبيق للمركز التعليمي أو التدريبي فيمكن رفع الفيديوهات عبر اليوتيوب أو الموقع الإلكتروني الخاص بهم.

هذا الجانب يعزز التفاعل بين المتعلم والمنهج بشكل كبير ويعتبر تطوراً مهماً في المذكرات بربطها مع التقنية التفاعلية التي تضفي زخماً كبيراً لها. لابد من السعي المستمر لتطوير المذكرات لما لها من أهمية كبيرة في المنهج الدراسي أو التدريبي وهذا الأمر الذي يتطلب جهود مستمرة من الفريق المختص. إن العلم يتطور باستمرار ولابد من مواكبة هذا التطور خصوصاً مع تطور الجيل الواعي من المتعلمين في مجال التقنيات واستخدام الأجهزة الإلكترونية.