مجلة التدريب
www.Moias.org
كيف تكسب الأصدقاء وتؤثر في الناس
كيف تكسب الأصدقاء وتؤثر في الناس
كتاب اليوم
أضيف بواسطة RAWAN

يبدأ ديل كارنيجي كتابه من فكرة أساسية مفادها أن سرّ نجاح الإنسان في الحياة لا يكمن فقط في المعرفة أو المهارات التقنية، بل في قدرته على التواصل مع الآخرين بطريقة تجعلهم يشعرون بالاحترام والتقدير. يشدد الكاتب على أن الإنسان يحب أن يشعر بأهميته، وأن فهم هذه الحقيقة وحدها يفتح أمامه فرصًا هائلة لبناء علاقات قوية ومستدامة.

 

يروي كارنيجي أمثلة كثيرة لأشخاص عاديين تعلموا فنون التعامل مع الناس وغيّروا حياتهم بالكامل. يروي قصة رجل كان يعاني في عمله بسبب سوء تفاهم مستمر مع زملائه ومديره، حتى أدرك أن المشكلة ليست في مهاراته، بل في طريقة تعامله معهم. عندما بدأ بالاهتمام بما يشعرون به، وبالاستماع إليهم بصدق، تغيرت الأمور. يكتب كارنيجي:

“أعطِ الناس شعورًا بأهميتهم، وافعل ذلك بصدق، وسترى كيف ينجذب إليك الناس.”

 

ثم ينتقل الكتاب إلى قواعد التعامل الأساسية، مثل عدم انتقاد الآخرين أو لومهم علنًا، لأن الانتقاد عادة يثير الدفاعية ويجعل الطرف الآخر يغلق قلبه. بدلاً من ذلك، يقترح كارنيجي التركيز على تقدير الأشياء الجيدة في الناس، حتى لو كانت صغيرة. ويروي مثالًا لرجل واجه موظفًا ضعيف الأداء، فبدل أن يوبخه أمام الجميع، لاحظ جهوده الصغيرة وشجعه عليها، وبهذا نما أداء الموظف وتحسنت العلاقة بينهما. ويقول كارنيجي:

“لا تنتقد، لا تدين، ولا تشتكي، بل حاول أن ترفع الآخرين وتشجعهم، وستجد نتائج مذهلة.”

 

الكتاب يعطي اهتمامًا كبيرًا لفن الاستماع، ويشرح أن الاستماع بتركيز واهتمام حقيقي هو واحد من أقوى أساليب التأثير على الناس. فعندما يشعر الشخص أنه مسموع، أنه مهم، وأن الآخر يقدّر رأيه، ينجذب تلقائيًا للتواصل معه ويثق به أكثر. يكتب كارنيجي:

“كن مستمعًا جيدًا، ودع الآخرين يتحدثون عن أنفسهم، فهذا أسرع طريقة لكسب قلوبهم.”

 

كما يتحدث عن قوة الكلمات الصغيرة والابتسامة، وكيف يمكن لمجرد تحية دافئة أو كلمة طيبة أن تفتح بابًا لعلاقة جديدة، أو تحسن علاقة كانت متوترة. ويروي كيف أن ابتسامة صادقة يمكن أن تغيّر مزاج الطرف الآخر بالكامل، ويضيف:

“الابتسامة صاعقة سحرية، ولا تكلف شيئًا لكنها تصنع المعجزات.”

 

بعد ذلك ينتقل الكتاب إلى التعامل مع الخلافات والإقناع. يوضح كارنيجي أن طريقة إقناع الناس لا تكمن في فرض وجهة نظرك بالقوة، بل في إشراكهم في الحوار، وإظهار الاحترام لرأيهم، وفتح باب الحوار بطريقة تجعلهم يشعرون بأن القرار مشترك. يكتب:

“إذا أردت إقناع شخص، ابدأ بما يحب ويرغب، اجعله يشعر أنه شريك في القرار، وستجد أنه يتعاون معك بسلاسة.”

 

ويضيف أن الإنسان غالبًا ما ينسى الأمور التي تُقال له، لكنه لا ينسى كيف جعلته يشعر. لذلك فإن المعاملة الطيبة، والصدق، والاهتمام بالآخرين هي أساس بناء علاقات قوية ومستدامة، سواء في العمل أو الحياة الاجتماعية. ويروي كارنيجي قصصًا لأشخاص تغلبوا على صعوبات كبيرة بمجرد تغيير أسلوب تعاملهم مع الآخرين، وكيف أدى ذلك إلى فرص جديدة، ترقيات، صداقة، ونجاح شخصي.

 

الكتاب لا يعطي وصفات سحرية، لكنه يقدم فلسفة حياتية بسيطة لكنها قوية: الاحترام، التقدير، الاستماع، الابتسامة، إشراك الآخرين، كلها أدوات تجعل الشخص محبوبًا ومؤثرًا. ويختتم كارنيجي كتابه بالتأكيد على أن هذا ليس فنًا للخداع، بل فن للصدق والاحترام المتبادل، ويكتب:

“تعلّم أن تهتم بالآخرين بصدق، وسترى كيف يفتح لك العالم أبوابه.”

 

المشاهدات 85   تاريخ الإضافة 2025/12/04   آخر تحديث 2025/12/04 - 05:55   رقم المحتوى 1618
أخبار مشابهة
تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 2460 الشهر 12105 الكلي 2145387
الوقت الآن
الخميس 2025/12/4 توقيت الكويت
تصميم وتطوير