“ التفاوض ليس معركة لكسب كل شيء ، بل فن لإيجاد مساحة يربح فيها الجميع “ - مايكل ويلر 

يروي المؤلف مثالًا عن صاحب شركة صغيرة أراد شراء شركة أخرى، لكن عرضه لم يكن كافيًا. عندها اقترح الطرف الآخر أن يشتري هو شركته، وانتهت المفاوضة باتفاق مربح للطرفين. أحيانًا، فشل خطتك الأولى يفتح الباب لفرص لم تكن تراها من قبل.

مهما كان ما تفعله في حياتك، ستجد نفسك في موقف يحتاج إلى التفاوض، سواء في العمل أو في حياتك اليومية.

فالتفاوض ليس مهارة حكرًا على المبيعات أو رجال الأعمال، بل هو فنّ يحتاجه كل شخص يسعى لتحقيق ما يريد بطريقة ذكية ومتزنة.

1- التخطيط المسبق أساس التفاوض الناجح

التحضير هو السر في أي عملية تفاوض ناجحة، لكن ليس بالضرورة الالتزام بالخطة حرفيًا على سبيل المثال، عندما تطلب رفع راتبك وأنت محدد رقمًا معينًا، قد تتفاجأ بالرفض هنا تظهر أهمية أن تكون لديك خطة مرنة تتضمن بدائل أخرى مقبولة فبدل أن تتمسك بمبلغ محدد، ضع أكثر من خيار، مثل راتب أقل مع مزايا إضافية وجود خطة واضحة لا يساعدك فقط في معرفة خطواتك، بل يمنحك الثقة أثناء التفاوض، فالثقة هي العنصر الذي يجعل الطرف الآخر يأخذك على محمل الجد. ولعل القصة الشهيرة عن الوحدة العسكرية التي نجت في جبال الألب رغم امتلاكها خريطة خاطئة، تُظهر لنا أن مجرد الإحساس بأنك تعرف وجهتك يمنحك القوة للاستمرار والنجاح.

2- كن مستعدًا دائمًا… ولا تنسَ خطتك البديلة

كما لا يمكن الطهي دون تجهيز المكونات، لا يمكن الدخول في مفاوضة دون إعداد مسبق.

اسأل نفسك قبل البدء: ما الوقت الأنسب للتفاوض؟ وما فرص نجاح هذه الصفقة؟

اختيار التوقيت المناسب قد يكون هو العامل الحاسم في نجاح التفاوض كذلك، وجّه جهودك نحو المواقف التي يمكنك فيها فعلاً أن تحقق فائدة، ولا تهدر وقتك على صفقات ضعيفة الاحتمال وفي حال لم تنجح خطتك الأولى، كن مرنًا وفكّر بطرق جديدة ، أحيانًا، الطريق غير المتوقع هو الذي يقودك إلى أفضل النتائج.

الخلاصة:

التفاوض ليس مجرد نقاش حول الأرقام أو الشروط، بل هو فن يعتمد على التحضير، والمرونة، والثقة بالنفس.

ومن يجيد التخطيط ويعرف كيف يبدّل خططه بذكاء، هو من يخرج فائزًا في النهاية.