تطوير بيئة التعليم و التدريب مع تقنيات توليد الأفكار  

إعداد: د. حمود القطان 

تعد إدارة التدريب من الركائز الأساسية لتطوير الكفاءات والمهارات داخل المؤسسات التدريبية و العليمية، حيث تهدف إلى تحسين الأداء وزيادة الإنتاجية. ومع تطور أساليب التعلم و التدريب أصبح استخدام تقنيات توليد الأفكار أمرًا حيويًا سواء في تصميم البرامج التدريبية أو تعزيز تفاعل المتدربين. حيث أن تساعد هذه التقنيات في تحفيز الإبداع، وتشجيع التفكير النقدي، وحل المشكلات بطرق مبتكرة، مما يجعل العملية التدريبية أكثر فعالية وتأثيرًا.ومن تقنيات توليد الأفكار في إدارة التدريب و العملية التدريبية ما يلي: 

1. القبعات الست للتفكير 

تُعد تقنية القبعات الست من أكثر الأدوات استخدامًا في التدريب، حيث تساعد في تحليل الموضوعات من زوايا متعددة، يتمثل النهج في تخصيص قبعة لكل نوع من التفكير: 

القبعة البيضاء: تعتمد على الحقائق والمعلومات. 

القبعة الحمراء: تركز على المشاعر والانطباعات. 

القبعة السوداء: تستكشف المخاطر والمشكلات المحتملة. 

القبعة الصفراء: تهتم بالمزايا والإيجابيات. 

القبعة الخضراء: تحفز الإبداع والابتكار. 

القبعة الزرقاء: تنظم العملية وتوجه النقاش. 

التطبيق في التدريب: يمكن استخدام هذه التقنية أثناء ورش العمل لمساعدة المتدربين على تحليل المشكلات بطرق متعددة واتخاذ قرارات مستنيرة. 

2. مخطط عظمة السمكة (Ishikawa Diagram) 

يُعرف أيضًا بـ تحليل السبب والجذر، وهو أداة تساعد في تحديد الأسباب الجذرية للمشكلات و يتم رسم مخطط يشبه "عظمة السمكة"، حيث يوضع التحدي الرئيسي عند الرأس، وتُضاف الفئات المختلفة للأسباب على الجانبين، مثل الموارد، العمليات، الأفراد، والبيئة. 

التطبيق في التدريب: يستخدم المدربون هذه التقنية لمساعدة المتدربين على فهم المشكلات بعمق وتحليل العوامل المؤثرة في أداء العمل. 

3. السيناريوهات البديلة 

تعتمد هذه التقنية على تصميم سيناريوهات مختلفة بناءً على معطيات واقعية وافتراضية، مما يسمح بتطوير تفكير استراتيجي واستباقي. 

التطبيق في التدريب: يمكن استخدامها لمحاكاة مستقبل الوظائف أو دراسة تأثير قرارات معينة على الأداء المؤسسي، مما يعزز مهارات اتخاذ القرار لدى المتدربين. 

4. العصف الذهني 

يعد العصف الذهني من أكثر الأساليب شيوعًا في توليد الأفكار، حيث يتم تشجيع المشاركين على طرح أفكارهم بحرية دون تقييمها فورًا. 

التطبيق في التدريب: يُستخدم في جلسات تطوير الاستراتيجيات، وحل المشكلات، والابتكار، مما يساعد المتدربين على تنمية التفكير الإبداعي وتعزيز التفاعل الجماعي. 

5. الأدوار التمثيلية (Role-Playing) 

تُعد من أدوات التدريب الفعالة، حيث يقوم المتدربون بتمثيل أدوار مختلفة للتفاعل مع سيناريوهات معينة، مما يتيح لهم تجربة مواقف الحياة الواقعية. 

التطبيق في التدريب: يُستخدم بشكل واسع في برامج تطوير المهارات القيادية والتواصل وخدمة العملاء، حيث يسمح للمتدربين باختبار ردود أفعالهم في بيئة آمنة. 

6. تقنية الأسئلة الخمسة (5 Whys) 

أصول تقنية الـ5 Whys قام ساكيشي تويوتا، رجل الصناعة والمخترع الياباني ومؤسس شركة تويوتا للصناعات، بتطوير تقنية الـ5 Whys في ثلاثينيات القرن العشرين وقد أصبح شائعًا في السبعينيات ولا تزال تويوتا تستخدمه لحل المشكلات حتى اليوم. 

و تعتمد هذه التقنية على طرح سلسلة من الأسئلة "لماذا" للوصول إلى جذر المشكلة. يبدأ المدرب بالسؤال الأول، وعند كل إجابة يتم طرح "لماذا" أخرى حتى يتم تحديد السبب الحقيقي. 

التطبيق في التدريب: تستخدم هذه الطريقة في تحليل المشكلات واتخاذ القرارات، مما يساعد المتدربين على تفكيك القضايا المعقدة إلى أجزاء قابلة للحل. 

و في الختام هناك عدة تقنيات تساعد إدارة التدريب و المدرب في تقديم التدريب و التعليم بصورة إحترافية مما يؤدي استخدام هذه التقنيات إلى عدة فوائد في إدارة التدريب و التعليم، أبرزها: 
✔ تعزيز المشاركة الفعالة للمتدربين من خلال تشجيع التفكير النقدي والإبداعي. 
✔ تحفيز حل المشكلات بطرق غير تقليدية عبر استكشاف زوايا جديدة. 
✔ تعميق الفهم للمفاهيم التدريبية من خلال تحليل معمّق وتجارب عملية. 
✔ تسهيل اتخاذ القرارات بطرق تعتمد على تفكير منظم ومدروس. 

إن استخدام تقنيات توليد الأفكار في إدارة التدريب والتعليم يسهم في تحويل البرامج التدريبية والعملية التعليمية إلى تجربة تفاعلية غنية بالمعرفة والابتكار و يتيح هذا النهج للمدربين و المعلمين تصميم محتوى تدريبي و تعليمي أكثر فاعلية، وللمتدربين اكتساب مهارات تفكير متقدمة تساعدهم في مواجهة التحديات المهنية بثقة وكفاءة. 

 لذا يعد تبني هذه الأدوات خطوة متقدمة نحو تطوير بيئات تدريب و تعليم أكثر ابتكارًا ونجاحًا.