سلبيات المقارنة بالآخرين
قد يقع البعض في فخ مقارنة نفسه بالآخرين، وهو أمر غير محبذ للصحة النفسية، ولمقارنة نفسك بالآخرين العديد من السلبيات، ومن هذه السلبيات ما يأتي:
زعزعة الثقة بالنفس:
ينتج عن مقارنة الشخص لنفسه بالآخرين اعتقاده بأنّه ليس جيدًا بما فيه الكفاية مما يؤدي إلى زعزعة ثقته بنفسه، الأمر الذي يمنعه من متابعة أحلامه وتحقيق طموحاته.
فقدان الهوية:
يميل الشخص الذي يقارن نفسه بالآخرين إلى فقدان هويته، حيث يبدي اهتمامًا بأفكار الآخرين ويغفل عن أفكاره وهويته، وهذا الأمر يمكن أن يكون خطيرًا، إذ يجب أن يتذكر الشخص هويته وأفكاره الخاصة، ويتبع الخيارات التي تناسبه هو بعيدًا عن اختيارات الآخرين.
الانجرار وراء العالم المزيف:
ينسى الشخص الذي يقارن نفسه بالآخرين أنّ عالم الإنترنت عالم مزيف، ويختار الأشخاص فيه الصورة التي يريدون عكسها عن أنفسهم والتي غالبًا ما تكون لا تمت للواقع بصلة، مما يدفعه للتفكير بأنّه غير قادر على عيش حياة تشبه حياتهم، إلا أنّه لا يرى ما يحدث خلف الكواليس، لذلك لا يصح الاعتقاد بأنّه الوحيد الذي لا يستطيع تحقيق ما يحققونه.
عدم رؤية قيمة الشخص الحقيقية:
يميل الشخص الذي يقارن نفسه بالآخرين إلى عدم رؤية الموهبة والمعرفة التي يمتلكها، كما أنّه قد لا يدرك أنّه يتمتع بمهارات جيدة ومفيدة في الحياة العملية، والتي يمكن أن يفتقر إليها الأشخاص الآخرون.
تشتيت الانتباه:
تؤدي مقارنة الشخص لنفسه بالآخرين إلى تشتت انتباهه، بسبب إمكانية وجود العديد من الخيارات والفرص، وقد يتسبب هذا التشتيت بفقدان تركيز الشخص على نفسه، وتمنعه من رؤية الصورة الأكبر.
التأثير على المشاعر:
توصلت الأبحاث إلى أن المقارنة تولد مشاعر الحسد، وانخفاض الثقة بالنفس، والاكتئاب، بالإضافة إلى تقليل قدرة الشخص على الثقة بالآخرين.
عدم قدرة الشخص على تحقيق أهدافه:
تكون عملية مقارنة الشخص لنفسه بالآخرين عملية غير مجدية وتستهلك الكثير من الوقت، مما يُضعف دافع الشخص لإكمال أهدافه، إذ يحتاج الشخص إلى تكريس وقته وطاقته على نفسه لا على الآخرين حتى يتمكن من التركيز على أهدافه.
كيفية الحد من مقارنة النفس مع الآخرين
يمكن للشخص الحد من مقارنة نفسه مع الآخرين باتبّاع الطرق الآتية:
التقليل من استخدام وسائل التواصل الاجتماعي: يشارك الأشخاص صورة مزيفة عن حياتهم على مواقع التواصل الاجتماعي، بحيث يعتقد الآخرون أنّ حياتهم مثالية وخالية من المشاكل والمنغصات، لذلك يبدأ الإنسان بمقارنة حياته التي يتخللها بعض المشاكل بحياتهم المثالية من وجهة نظره، فيساعد التقليل من استخدام وسائل التواصل الاجتماعي على التقليل من مقارنة الشخص لنفسه بالحياة المثالية التي يراها، وبالتالي زيادة شعوره بالرضا تجاه نفسه وتوقفه عن مقارنة ما يفعله هو بما يفعله الآخرون.
حب الذات: يُعد أمرًا مهمًا للغاية لتخطي هذه المشكلة حيث إنّ الشخص الذي لا يولي نفسه اهتمامًا أو الذي لا يقدم لنفسه الحب الكافي عادةً ما يضع نفسه بالمرتبة الأخيرة ولا يشعر بالفخر تجاه نفسه، وبالتالي يرى أنّ الآخرين أكثر نجاحًا أو أكثر سعادةً منه، فيبدأ بمقارنة حياتهم مع حياته، لذلك لا بد من الوصول إلى حب الذات كي يكون الشخص أكثر سعادة وبالتالي لن يقارن نفسه مع الآخرين.
|