يحتاج الباحثون والتربويين الذين يقومون بإجراء البحوث والدراسات العلمية إلى مناهج وتصاميم علمية تتناسب مع مواضيع الدراسات التي يتناولوها، حيث تتنوع تلك المناهج لتلائم المواضيع والأهداف التي يرغب الباحث بتحقيقها، ومن تلك المناهج المنهج الوصفي الذي يقوم على التركيز على وصف الظاهرة أو المشكلة دون التركيز على سبب حدوث تلك الظاهرة أو المشكلة، ومن أنواع البحوث الوصفية المنهج الوصفي الارتباطي الذي يهتم بدراسة العلاقة ما بين متغيرين أو أكثر من المتغيرات ذات الصلة بموضوع الدراسة وتقييم العلاقة بينهما أو فيما بينهما.
 مفهوم المنهج الوصفي الارتباطي
 إنّ الدراسة الارتباطية الوصفية هي دراسة يهتم فيها الباحث بوصف العلاقات بين المتغيرات، ويتحقق تصميم البحث الارتباطي في العلاقات بين متغيرين أو أكثر دون أن يتحكم الباحث في أي منهما أو يتلاعب به، وهو أحد أنواع المناهج الوصفية والتي تتبع البحوث الكميّة التي تستند إلى البرامج الإحصائية لتحليل بياناتها وإظهار نتائجها، وفي التصميم الترابطي يتم قياس المتغيرات دون إجراء أي معالجة لأي منها، كما يشير المنهج الوصفي الترابطي إلى طريقة بحث غير تجريبية تدرس العلاقة بين متغيرين بمساعدة التحليل الإحصائي، حيث لا يقوم المنهج الوصفي الترابطي بدراسة أثر المتغيرات الدخيلة على متغيرات الدراسة. 
كما يهتم المنهج الوصفي الارتباطي بمعرفة نوع العلاقة ما إذا كانت سالبة أم موجبة، طردية أم عكسية، كما يهتم المنهج الوصفي الارتباطي بتحديد نوع العلاقات وحجمها بين البيانات، ويستخدم المنهج الوصفي الارتباطي في الدراسات التنبؤية بشكل كبير.
 مميزات المنهج الوصفي الارتباطي
 يقوم على مساعدة الباحث على التعامل مع كافة المشكلات المتعلقة بالسلوك البشري، من خلال تحديد طبيعة العلاقات ما بين المتغيرات. 
يتميز بقدرته على اكتشاف وبيان العلاقة بين عدة متغيرات، ومعرفة نوع هذه العلاقة ومستوياتها. 
سلبيات المنهج الوصفي الارتباطي
 يقوم المنهج الوصفي الارتباطي على دراسة العلاقة بين المتغيرات فقط، وبيان نوع هذه العلاقة، لكنه لا يتطرق إلى الأسباب أو النتائج التي تترتب عليها تلك العلاقة. 
ينظر المنهج الوصفي الارتباطي إلى المشكلات أو الظواهر الإنسانية بأنها أمور عادية وبسيطة وغير معقدة، رغم أنّ بعضها يعد أمورًا معقدة. 
أمثلة تطبيقية للمنهج الوصفي الارتباطي 
هناك مجموعة كبيرة من المواضيع التي يمكن للمنهج الوصفي الارتباطي دراستها، ويمكن تناول بعض الأمثلة التطبيقية، منها:
العلاقة بين تسرّب الطلبة وبين مستوى التحصيل الدراسي: وفي ذلك المثال يقوم الباحث بتناول العلاقة ما بين معدلات التسرّب المدرسي وما بين مستوى التحصيل الأكاديمي والدراسي من جهة أخرى. 
العلاقة بين التخطيط الاستراتيجي ومستوى الرضا لدى العّمال: حيث يقوم الباحث بدراسة العلاقة ما بين التخطيط الاستراتيجي لمؤسسة ما بما تتضمنه من بيئة مهنية وعلاقات وحوافز ورواتب من جهة، ومابين مستوى رضا العمال من جهة أخرى.
 العلاقة بين العنف الأسري وظاهرة الطلاق: باستخدام المنهج الوصفي الارتباطي يمكن تناول العلاقة ما بين معدلات العنف الأسري ومستويات الطلاق.