مفهوم المشاركة في الحياة المدرسية
تعد المدارس مكاناً مُهماً لدعم وتحسين صحة الطلاب بمُختلف الفئات العمرية، وتُساهم المدرسة في توفير بيئة نفسية واجتماعية تُطوّر شخصية الطالب وتدعم نموّه وحالته النفسية، ويُمكن تعريف المُشاركة في المدرسة بأنّها: تفاعل التلاميذ مع الأنشطة والفعاليات المدرسية، والمُساهمة في صُنع القرار، وتوثيق العلاقات الشخصية في البيئة المدرسية، بشكل يضمن المُشاركة المُتساوية لجميع الطلاب داخل الصف الدراسي.
بيّنت الأبحاث أنّ مُشاركة الطالب في المدرسة تُقاس من خلال 4 مجالات: المُساهمة في أخذ القرارات والقواعد المدرسية، والأنشطة المدرسية الهادفة، والأحداث المدرسية، والمنظور الإيجابي للمُشاركة المدرسية؛ ويكون ذلك من خلال شعور التلاميذ بالسعادة والرضى عن مُستوى مُشاركتهم خلال الفصل الدراسي، وتتكوّن الأنشطة المدرسية من عدة عناصر: كالفنون، والرياضة البدنية، والأصوات الموسيقية، والدراما.
أوضحت تجارب تمّ إجراؤها على مجموعة من الطلاب في عدّة مدارس مُختلفة؛ أنّ التلاميذ لديهم نظرة إيجابية حول المُشاركة في المدرسة، وكلّما زاد عدد الطلاب المشاركين، ارتفعت النتائج الإيجابية لتحصيلهم الدراسي وصحتهم الجسدية والنفسية، وعلى الرغم من رغبة التلاميذ في التفاعل، إلّا أنّ الطلاب يشعرون أحياناً أنّهم غير مسموعين، ونادراً ما تُتاح لهم فرصة للتفاعل مع المنهج في بعض المدارس.
يُؤثّر عمر الطالب في مُشاركته وتفاعله؛ فكلّما زاد عمر الطالب، قلّت مُشاركته ومُساهمته في عميلة صنع القرار داخل الفصل الدراسي، وتمثل مُشاركة التلميذ في المدرسة أحد الركائز الأساسية لتكوين بيئة مدرسية سليمة ومُتوازنة للنمو الفكري، وتتأثر هذه المشاركة بالبيئة الاجتماعية والمادية للمدرسة التي ينتمي إليها الطالب، كما تلعب المناهج المدرسية دوراً مُهماً في تعزيز تفاعل الطالب وتحسين نتائجه الدراسية.
أهمية المشاركة في الحياة المدرسية
تدعم مُشاركة الطلاب وتفاعلهم في المدرسة تحصيلهم الدراسي في الفصول الدراسية، ويكون ذلك من خلال تفاعل الطالب مع الأنشطة المدرسية المُختلفة، والتي تحتلّ حيّزاً كبيراً في المناهج التعليمية الهادفة؛ ممّا يُؤدي إلى زيادة تحمل الطالب لمسؤولية المُساهمة في الحياة الدراسية.
بحيث يُشارك الطالب برأيه بخصوص الأحداث، كما يُشارك وجهات النظر حول المعلومات التي يتلقّاها في الحصص الدراسية، وهذه المُشاركة تُغني معرفة الطالب الفكرية والتعليمية كذلك.
تُعدّ المُشاركة خلال عملية التعليم الداعم الأساسي لحصول الطالب على نتائج ناجحة ومُتميزة، كما أنّها تُوفّر للطالب فُرصاً مُستقبلية لمُشاركة الكبار في عملية صنع القرار، ويُشكل الاحترام والتفاهم المُتبادل بين الطلاب والمعلمين العامل الرئيسي لتحسين أداء الطالب الدراسي، بغض النظر عن شخصيته أو كمية الأموال التي يمتلكها ذويه.
كيفية تحفيز المشاركة في الفصل الدراسي
توجد طرق مُختلفة تُساهم في تخفيف خوف الطلبة من المشاركة، ومنها ما يأتي:
تحسين علاقة الطالب مع المعلم ومُصارحته بخصوص الخوف من التحدث أمام الجمهور.
اختيار طريقة مُناسبة للمشاركة؛ كطرح أسئلة تحفز التفكير أو توضيح رأي الطالب حول معلومة في المنهج.
التحضير المُسبق للدرس هو المفتاح لتحسين عملية المُشاركة الصفية.
|