بقلم : أ . سعاد بن شوق

كثيرا ما نتذمر ، و كثيرا مانشتكي ، و كثيرا ما نسب و نذم و" نتحلطم " .. على كل ما لا يعجبنا في بلادنا ، و  أننا لا نرى من الأمور إلا السلبي ، و لا نشاهد من المناظر و الظواهر إلا السئ ، وكأن الصورة في عيوننا لا يكتمل رسمها ، و لا تبرز ملامحها إلا في كل الدول .. عدا الكويت ..

و حين نسافر نجد الرد الواضح ، و الحقيقة التي تلجم أفواه الشاكين و المتذمرين و " المتحلطمين " ، نجد ألسنتنا تلهج بالعبارة الخالدة ، و الدعاء الذي تربينا و كبرنا و نحن نسمعه " الله يعز الكويت " ..

عدت للتو من إحدى المدن المتطورة و المتقدمة في كل شيء ، انبهرت منها كثيرا ، و أعجبت بشوارعها و بانيها و ثقافتها ، و لكن .. لساني ما انفك قائلا : " الله يعز الكويت " لأنني وجدت أمورا في الكويت سهلة بسيطة ميسرة و تكاد تكون مجانية ، وجدتها لديهم صعبة معقدة عسيرة و بأسعار باهظة ، بالفعل .." الله يعز الكويت " كما قالتها جدتي ، و قالها أبي ، و تقولها أمي ، و أقولها أنا و سأظل أقولها و يرددها أبنائي معي و من بعدي : الله يعز الكويت ..

كويتنا نادرة الوجود ، و كريمة بلا حدود ، عطاؤها لا ينفد ، و خيراتها لنا و لغيرنا لا تنقطع و لا تعد ، نعيش فيها ملوكا لا يمسنا ضر ، و نتنعم بنعمائها متقلبين في كل خير ، فما أعظمك يا وطني ! و كم أنت كبير و كبير و كبير ! ..

و صدق شاعرنا حين قال :

إن الكويت معان لست تفهمها  .. إن الكويت حروف لن تجاريها ..