تحديات جديدة نتيجة التحول الالكتروني للتعليم المهني |
التكنولوجيا |
أضيف بواسطة Moiasq |
اعداد : أ. مريم الركف
مما لا شك فيه أن أحد ركائز تقدم الأمم هو التعليم بكافة مراحله وتنوع مشاربه. ونريد أن نسلط الضوء على أحد أنواع التعلم وهو التعليم المهني المرتبط مباشرة في اكساب المهارات للطلبة والمتدربين على حد سواء. لأهمية التعليم المهني أولت الدولة اهتمامها وسخرت كافة السبل من معلمين ومنشئات وفصول مجهزة لهذا الغرض. ووضعت الخطط للتعليم المهني من خلال أحد أجهزة الدولة المعنية وهي الهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب وذلك لاستقطاب الطلبة والمتدربين من أجل سد حاجة الدولة في مختلف التخصصات التي تتطلب هذا النوع من التعلم. منذ نشأت الهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب عام 1984 سارت أمور التعليم المهني النوعي في مراحل مختلفة حسب الإمكانيات والتكنولوجيا المتاحة من أجل تأهيل جيل من المختصين حسب المجالات المتاحة لسوق العمل المحلي. واستطاعت الهيئة بكوادرها المؤهلة أن تسد بعض النواقص من المؤهلين في تخصصات مختلفة في قطاعات الدولة المتنوعة. حتى جاء عام 2019 وظهرت جائحة كورونا التي تسببت في عرقلة المسيرة التعليمية المباشرة من خلال الفصول الدراسية والورش التعليمية بالهيئة خصوصا وفي المؤسسات التعليمية المناظرة في العالم عموما. كان لزاما على المسؤولين القائمين على التعليم إيجاد سبل وطرق أخرى بديله عن التعلم الاعتيادي من خلال الفصول الدراسية والورش المهنية. إحدى الوسائل التي اعتبرت حل بديل عن الحضور الفعلي في الفصول والورش هو منصات التعليم الإلكترونية. الا أن هذا التوجه الالكتروني للتواصل بين الطلبة والمتدربين لن يكون سهلا كما يتصوره البعض. حيث تكمن الصعوبة في محورين، المحور الأول مدى استعداد الجهاز الفني في التعليم التطبيقي لإدارة تلك المنصات التعليمية وتأهيل كوادر فنيه لهذا الغرض بالسرعة المطلوبة وهذا كان سباق مع الزمن للمحافظة على الاشتراطات الصحية ومنع المخالطة الفعلية بالفصول الدراسية لمنع انتشار الوباء. أما المحور الثاني وهم الطلبة والمتدربين ومدى استعدادهم للتحول الالكتروني الذي جاء بين ليلة وضحاها. حيث تختلف مستوياتهم في سرعة قبول هذا التغير الجوهري الذي يمس حياتهم الدراسية ومدى استيعابهم للمعلومات التي بالتأكيد تؤثر على المهارات المتطلبة منهم. أيضا لا ننسى أن التحول الى الأجهزة الالكترونية يتطلب توفير قدر من المال لشرائها وهذا ممكن يتسبب في عدم حصول كافة الطلبة والمتدربين على هذه الأجهزة خصوصا الفئات منخفضة الدخل. هناك أيضا عنصر مهم لا يجب أن نغفل عنه وهو مع ازدياد فترة عدم الحضور الفعلي بالفصول والاعتماد على الأجهزة الإلكترونية في توصيل التعلم المهني حتما سيكون له أثر على مستوى الأداء الفعلي عندما يخرجون لسوق العمل والذي أصلا يشتكي من تدني المستوى المهني لهذه المخرجات. أمر في غاية الأهمية يجب أن ينتبه له وهو عدم الثقة في التعليم عبر المنصات التعليمية باستخدام الشبكة العنكبوتية ينحصر في أمرين بالنسبة للطلبة والمتدربين رغما عن ضعف مستوياتهم التعليمية والأداء المتدني الا انهم يحرصون على أخذ درجات عالية لا تمثل ما قدموه من أعمال خلال الفصل الدراسي بحجة ضعف الشبكة وعدم تلقي المعلومات بالشكل كما كان قبل الجائحة لهذا يجب مراعاتهم ورفع الدرجات لهم. أيضا عزوف فئات من الطلبة عن التعلم بهذه الطريقة لعدم توفر الإمكانيات المادية لديهم. أيضا البيئة الالكترونية لا تغني عما يتلقاه الطالب والمتدرب في الفصول والورش المهنية حيث يكون العمل يدويا أو يدار آليا وتقيم النتائج فعليا وهذا ما يحبذ لكسب المهارات المهنية. مستقبلا وبعد انحسار الوباء لابد من وقفة جادة واجراء إعادة تأهيل لمن تعلم الكترونيا خصوصا من يعمل في المجال المهني. |
المشاهدات 2305 تاريخ الإضافة 2021/04/27 آخر تحديث 2024/12/30 - 22:25 رقم المحتوى 494 |