مجلة التدريب
www.Moias.org
الاستدامة في المنظمات
الاستدامة في المنظمات
التدريب
أضيف بواسطة NOOR

اعداد: أ. رهام الحساوي

 عضو هيئة تدريب- المعهد العالي للخدمات الإدارية

أصبحت المنظمات في عصرنا الحالي مٌلزَمة على إدراج الاستدامة ضمن أولوياتها المتعددة، ليس إلزاماً قانونياً ولكن إلزاماً تطوعياً كنوع من الأعمال التي تنفذها المنظمات من منطلق المسؤولية الاجتماعية ومنطلق تحسين السمعة والصورة الذهنية للمنظمة، وذلك في ظل تزايد الوعي العالمي بالقضايا البيئية والاجتماعية، وهو ما نلاحظه في الآونة الأخيرة من تبني هذه المفاهيم من قبل العديد من الدول والحرص على تطبيقها ضمن رؤاها المستقبلية. فالاستدامة هي التأكد من أن تقوم المنظمة بتنفيذ أعمالها بما يحقق الربح والنمو الاقتصادي دون الإضرار بالبيئة، وهي قدرة المنظمة على تلبية احتياجات الحاضر دون الإضرار بقدرة الأجيال القادمة على تلبية احتياجاتها. وتشمل الاستدامة ثلاثة أبعاد رئيسية:

  1. البعد البيئي:  حماية الموارد الطبيعية وتقليل التلوث والنفايات وعدم الإضرار بالكوكب (البيئة).
  2. البعد الاقتصادي:  تحقيق نمو مستمر وإدارة الموارد بكفاءة (الربح والنمو الاقتصادي)
  3. البعد الاجتماعي: تعزيز رفاه المجتمع ودعم الموظفين والعملاء (المجتمع الحالي والأجيال القادمة).

تساعد الاستدامة وتبني مفاهيمها في تحقيق المنافع التالية للمنظمة:

  • تحسين صورتها الذهنية لدى الجمهور وزيادة ثقة العملاء.
  • رفع جودة الحياة في المجتمع المحلي عبر المبادرات الاجتماعية.
  • تقليل التكاليف التشغيلية من خلال توفير الطاقة وإعادة التدوير.
  • تعزيز التنافسية في سوق يتجه نحو المنتجات والخدمات الصديقة للبيئة.
  • جذب الكفاءات إذ يفضل الموظفون العمل في بيئات ذات قيم إنسانية وأخلاقية.

تستطيع المنظمات تبني هذه الأفكار العملية بشكل مبدئي لتتمكن من البدء في تطبيق الاستدامة في أعمالها:

  • التحول إلى مصادر الطاقة المتجددة كالطاقة الشمسية.
  • تطبيق برامج إعادة التدوير وتقليل استخدام الورق.
  • إطلاق حملات توعية بيئية في المجتمع.
  • استخدام التكنولوجيا لتحسين الكفاءة وتقليل التأثير البيئي.
  • الاعتراف بالمخاطر البيئية على أنها مخاطر تجارية ووضع استراتيجيات لإدارتها.
  • دعم المشاريع الصغيرة أو الطلابية في إطار المسؤولية المجتمعية.
  • تقديم دورات لموظفيها عن السلوكيات المستدامة داخل بيئة العمل.

على الرغم من وجود العديد من التحديات التي يمكن تواجهها المنظمة في تطبيق مبادئ الاستدامة منها ارتفاع تكاليف التحول نحو أنظمة صديقة للبيئة، وقلة الوعي لدى بعض الموظفين، وصعوبة تغيير السياسات الإدارية التقليدية، إلاّ إن تطبيق الاستدامة لم يعد خيارًا ثانويًا، بل أصبح جزءًا أساسيًا من نجاح المنظمات في العصر الحديث. فالمنظمة التي تعتني بالبيئة والمجتمع تكسب احترام جمهورها، وتحقق توازنًا بين الربح والقيم الإنسانية، وتسهم بفاعلية في بناء مستقبل أفضل للأجيال القادمة.

المشاهدات 20   تاريخ الإضافة 2025/12/01   آخر تحديث 2025/12/01 - 14:13   رقم المحتوى 1608
أخبار مشابهة
تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 2742 الشهر 2742 الكلي 2136024
الوقت الآن
الإثنين 2025/12/1 توقيت الكويت
تصميم وتطوير