في أي مستوى … أنت!!!؟

بقلم: نوف ماهل الظفيري

عضو هيئة التدريب في الهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب

الحمد لله الذي شرَّف نبينا وحبيبنا بالوحي ، ونصلي ونسلم عليه بأتم وعي ..
في قديم الزمان الحروب أيَّا كان نوعها يحتاجون إلى العدة والعتاد أكثر من الأمور الأخرى ، وفي زماننا هذا نحتاج للعلم أكثر من الأمور الأخرى !!! وحتى نواجه واقع حياتنا الدنيا المليئة بالإحباطات والأزمات والأحداث المريرة الذي إذا استسلم إليه الانسان تملكه الخوف يحدث مالا يحمد عقباه ، فلابد من التسلح بالعلم وأول منظورات العلم هو الوعي والوعي هو فهم وادراك الانسان لنفسه ثم مع من حوله وقد يتشكل بالمعتقدات والأفكار والمشاعر .. ولابد للإنسان أن يعي هويته بأنها أخلاقه وقيمة ومبادئه كما قال الشاعر  :-
بصيرُ بأعقاب الأمور كأنَّما .. يرى بصواب الرأي ما هو واقعُ
وبعد أن اطلعت على كثير من الكتب والأبحاث العلمية على مستويات الوعي تبين لي الحاجة في الإفصاح عنها ليتجلّى الفهم على أتم نور وتُشحذ الهمم للقمم ، فسبحان الذي جعل العلم نور يهتدى به فقد قال سبحانه " لِنَجْعَلَهَا لَكُمْ تَذْكِرَةً وَتَعِيَهَا أُذُنٌ وَاعِيَةٌ ".
ولكي تتعرف بأي مستوى أنت .. من الوعي ، سأعرضها من الأدنى للأقصــــى 
* وعي الضحيّة وهو أدنى مستوى للوعي وكأن لسان حاله يقول كل ما يحدث في الحيــــــاة من معاناة ( يحدث لي ) فيعتبر نفسه ضحيه المجتمع أو العادات أو الفقر أو المرض أو الحاجة ، فيرى أمّا أن يكون لصالحة أو يهرب ويلقي اللوم على من يواجهه ، وهذا النوع من المستوى يرفض التغيير لأن معتقده باطل فيتولد لديه مشاعر سلبيه وتكون عنده أفكار سيئة فلا بد أن تطفو كما قال الشاعر
ويأبَى الّذي في القلبِ إلاَّ تَبَيُّنًا .. وكلُّ إناءٍ بالذي فيهِ ينضَحُ
* وعي المسؤولية وهو أرفع من المستوى الذي قبله وكأن لسان حاله يقول كل شيء يحدث في الحياة يحدث ( بواسطتي ) فهو دائماً يحاول أن يكون مثالي ويسيطر على كل شي ودائماً في مواجهة عارمة ونسي قوله تعالى" وَلَا تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ إِلَّا عَلَيْهَا ۚ وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَىٰ " فهو جزء من الكل ، وغالباً تكون مشاعره سلبية ويحمل كثير من الأمراض لتأزمه وغلوه.
* وعي التغيير وهذا المستوى أرفع من الذي قبله فهو يــرى نفسه بأن كـــل ما يحدث فــــي الحيــــاة ( لأجلي ) لأنه عرف سبب وجوده على هذه الأرض ويريد أن يحدث فارق للأفضل فتجده مصلح ومعمر ومطور ودائماً تكون مشاعره إيجابيه ومعتقداته وأفكاره صحيحة فهو يجاهد ...
* وعي الإحسان وهذا أعلى مستوى من الوعي فيعتبرون أنفسهم (جزء من هذا العالم ) فهم يحاولون يقدرون خلق الله لهم وما قدروا الله حق قدره !! وأيقنوا إن كل شي مسخر لهم ويتعاملون بسلامة قلبية لا حدود لها ، فكل ما يحدث لهم خيرة وإن كان العكس خيره فهم دائماً متصالحين مع ذواتهم ومع الأخرين ويشعرون بالأمان والاطمئنان والسلام . كما قال سبحانه وتعالى " بَلَىٰ مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَلَهُ أَجْرُهُ عِندَ رَبِّهِ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ " نسأل الله المنانّ من فضلة.