الشخصية
هي عبارة عن مجموعة من الصفات والعادات التي يتميّز بها كل شخص عن غيره، وتظهر سماتها بشكل واضح من خلال طريقة كلام الإنسان، وتصرفاته، وردود فعله وغيرها، وما يشار إليه أن الإنسان لا يولد بالفطرة حاملاً هذه الصفات فحسب، بل تمرّ شخصيته بمراحل عديدة تساهم في تكوين هذه الصفات، كما تساهم في تشكيل شخصية ناضجة سواء بشكل إيجابيّ أو سلبيّ.
مراحل نضج الشخصية
مرحلة الثقة: تتمثل هذه المرحلة في أول سنتين من عمر الطفل، حيث يبدأ الطفل فيها بتكوين الإحساس بالأمان والثقة، ويكون ذلك عندما يشعر بأنّ الأيدي من حوله تحيطه برحاب ومحبة، وحضن الأم يرعاه ويحيطه برعاية وحنان، إمّا إذا فقد الطفل هذه المعاملة، ولم يشعر بروح القبول والمحبة من حوله، فسيولد ذلك لديه شعوراً بفقدان الثقة في مجتمعه بأكمله.
مرحلة الاستقلال: تبدأ هذه المرحلة من عمر الثالثة إلى الخامسة من عمر الطفل، ويبدأ فيها الطفل بالاستقلال عن أمّه حيث يبدأ مرحلة الفطام في غذائه، والمشي، والكلام، والتسنين، كما يتحرك إلى الشرفة، ويزور الجيران، ويرى الآخرين في الشارع، ويذهب للحضانة، وما يشار إليه أن جميع هذه العوامل تساهم في إكساب الطفل صفة الاستقلال الشخصي، كما أنها فرصة لاكتساب المعرفة والمفردات، وفرصة للنموّ والتطوّر العقلي.
مرحلة الإنجاز: تكون هذه المرحلة من عمر السادسة إلى التاسعة من عمر الطفل، حيث يبدأ الطفل فيها بالتعلم في المدرسة، النجاح في العديد من الامتحانات، وإنجاز العديد من الواجبات التعليمية، كما أنه ينال التشجيع والثناء، إذ يصفق له الجميع عندما ينطق بالأبجدية الإنجليزية أو العربية، أو الأناشيد، أو الأرقام، أو عندما يأخد علامات ودرجات ممتازة في الواجبات والامتحانات، فذلك يلعب دوراً كبيراً في زيادة ثقة الطفل بنفسه، في حين عدم اهتمام الأهل بإنجازات الطفل يسبب الفشل والإحباط له، كما يترك بصمة خطيرة في حياته المستقبيلة، هذا عدا عن تأثيرها السلبي على صفاته الشخصية.
مرحلة الإيمان: تكون هذه المرحلة من عمر العاشرة إلى الرابعة عشر من عمر الطفل، حيث يستقرّ جسم الطفل قليلاً، ويبدأ ببناء عضلاته، كما يصبح يمتلك نشاط وطاقة حركية كبيرة، ويبدأ ذهنه بالحفظ، والتفكير، والدراسة، والتلقي، وبذلك تعدّ هذه المرحلة مرحلة المحفوظات، والصداقات، والبطولات، والاستطلاع، وبالتالي يجب استغلال هذه المرحلة لغرس القيم الدينيّة داخله، كما يجب علينا الإجابة بكلّ وضوح وصراحة عن تساؤلات الطفل، وبأسلوب منطقي وعلمي وديني، فهذا من شأنه تكوين معتقدات ايمانية ودينية ترافقه طول العمر.
مرحلة تحقيق الذات
تكون هذه المرحلة من عمر الخامسة عشر إلى الثامنة عشر، حيث يشعر الفرد بأنه لم يعد صغيراً أو طفلاً، وبالتالي ينبغي أن يعامل مثل معاملة الكبار، حيث نما جسده بشكل سريع، واكتسب الصفات الخارجية والداخلية التي تؤهّله لمرحلة الرجولة، أو تؤهل الفتاة للنضج، كما بدأ يشعر بالميول الجنسي، ويجتاز العديد من الانفعالات النفسية، والتي تتمحور ما بين الانبساط والانطواء، أو السعادة والتعاسة، أو الإحجام والتقدّم، كما يعاني من اضطراب نفسي نتيجة ميوله لفترة الطفولة الجميلة، وفي ذات الوقت شوقه لمرحلة النضج والرجولة، وما يشار إليه أنه قد يشعر بتأنيب الضمير بسبب العديد من الممارسات الخاطئة بالحواس، والفعل، والفكر.
مرحلة الصداقة الوثيقة
تبدأ هذه المرحلة من عمر التاسعة عشر إلى الرابعة والعشرين، وتتمثل هذه المرحلة بمرحلة الجامعة، حيث يبدأ الشخص فيها بتكوين الأصداقاء بشكل دائم ووثيق، كما يدخل في مرحلة اختيار سريع للشخص الذي يرغب بأن يكون شريك حياته، كما يبدأ بتكوين العلاقات العاطفية مع الطرف أو الجنس الآخر، وما يشار إليه أن علماء النفس يطلقون على هذه المرحلة اسم الجنسية الغيرية العامة أي مرحلة اكتشاف الجنس الآخر والتعرف عليه، كما أنّه بعد فترة ينتقل الفرد لمرحلة الجنسية الغيرية الأحادية، والتي يتمكن فيها الفرد من الاختيار النهائي لشريك الحياة.
مرحلة الخصوبة
تمتد هذه المرحلة من عمر الخامسة والعشرين إلى الأربعين، وتعرف بأنها مرحلة العطاء في الإنجازات العملية، والزواج، وإنجاب الأبناء وتربيتهم، والصلاة، والقيادة، والترجمة، والرعاية والافتقاد، وتكوين العلاقات، وغيرها، إذ إنّها مرحلة العطاء أو الوهب المستمر، وهي تمثل جوهر رحلة الفرد، حيث يتصف فيها عطاؤه بالتجديد، والتدفّق، والوفرة، والحيوية؛ وذلك بسبب امتلاك الإمكانيات المميّزة والطاقة الكافية.
مرحلة التماسك
حيث تتماسك فيها الشخصية بشكل يكاد يكون نهائي، كما تكتسب ملامحها وشكلها الثابت، وخصائصها التي تميّزها، إذ يتمثل ذلك في القيادة، والحكمة، والكفاءة، والخبرة وغيرها، وما يشار إليه أنّ هذه المرحلة تمتد من عمر الأربعين سنة فما فوق.
|