مجلة التدريب
www.Moias.org
وباء كورونا يعيد الاعتبار للتعليم الإلكتروني
وباء كورونا يعيد الاعتبار للتعليم الإلكتروني
التدريب
أضيف بواسطة sa

اعداد : أ۔ زينب العوضي

في يونيو ٢٠١٩، قمت بإجراء بحثًا على مجموعة من أعضاء هيئة التدريس في كلية العلوم الاجتماعية بجامعة الكويت حول مدى تقبلهم لاستخدام التعليم الإلكتروني في التعليم لطلبة جامعة الكويت. أسفرت نتائج البحث عن عدم تقبل ٦٠٪ من أعضاء هيئة التدريس لاستخدام التعليم عن بعد وذلك لعدة أسباب. لم تكن النتائج مفاجِأة في ذلك الوقت كون اعتماد الطلبة في الدراسة كان مقتصرًا على حضور المحاضرات والمختبرات في الحرم الجامعي، بالإضافة لاستخدام الإنترنت في إجراء الدراسات والبحوث والبحث عن المعلومات التي يحتاجونها.

من أهم الأسباب التي دعت بعض أعضاء هيئة التدريس لرفض التعليم عن بعد هو عدم جاهزية البنية التحتية لجامعة الكويت لمثل هذا التوجه، حيث إنها بحاجة لزيادة عدد الأجهزة المستخدمة لهذه العملية، والتكاليف المترتبة على المتابعة المستمرة لسلامة تمديدات شبكة الإنترنت. كما أعرب العديد من الأساتذة عن حاجة التعليم الإلكتروني إلى فريق عمل مدرب ومختص لمواجهة أي مشكلة طارئة تحدث أثناء العملية التعليمية. هذا إلى جانب العديد من الأسباب الثانوية التي تبرر رفضهم للتعليم عن بعد مثل الجهد المطلوب لتحويل المادة العلمية إلى محتوى إلكتروني، الحاجة لتدريب الطلبة على المنهجية الجديدة المتبعة، المشاكل التقنية التي تحدث أثناء الشرح وتعيق التدريس، طبيعة بعض المواد التي تحتاج لمختبرات وتجارب عملية؛ وأخيرًا، الحاجة لتدريب الهيئة التدريسية لاستخدام مثل هذه الأنظمة.

حتى ظهور وباء كورونا، انقلب حال التعليم رأسًا على عقب. فأصبح التوجه للتعليم عن بعد ضرورة قصوى، واستخدام التعليم الإلكتروني قرارًا حتميًا لا مفر منه ليطبق على جميع المدارس الحكومية والجامعات والمعاهد التعليمية. تهافت الجميع على شراء الأجهزة الإلكترونية، وتم تدريب الطلبة والأساتذة في مختلف المراحل التعليمية على آلية التعليم عن بعد، وتحولت جميع الكتب والمناهج الورقية لنسخ إلكترونية، بل حتى في بعض المقررات التي تحتاج لمختبرات ومعامل تم توفير برامج الواقع المعزز والبيئة الافتراضية ليتم من خلالها إجراء التجارب العلمية وتوصيل المعلومات للطلبة؛ وكأن حال التعليم الإلكتروني يستعيد اعتباره بقوة ممن كان يرفض هذا التوجه.

لإيماني ويقيني التام بضرورة التوجه للتعليم الإلكتروني منذ زمن بعيد أجريت هذا البحث؛ لا سيما في زمن أصبح فيه أبناؤنا الصغار هم من يوجهنا لاستخدام بعض الأجهزة والبرامج الإلكترونية. فأصبح من المهم مواكبة سرعة التغيير الحاصلة في العالم من حولنا، والتماشي مع الانفجار المعرفي ومستوى تفكير الطلبة المتقدم جدًا عن مراحلهم العمرية، وبات من الضروري تغيير المناهج والمنهجية.  ومن هذا المنطلق جاري الآن استكمال البحث على نفس العينة لمقارنة وجهات النظر قبل وبعد وباء كورونا في مدى تقبل التعليم عن بعد، وكلي ثقة بأن التعليم الإلكتروني هو من سيُلَوّح رافعًا راية الانتصار.

 

المشاهدات 2437   تاريخ الإضافة 2021/06/14   آخر تحديث 2024/05/01 - 11:43   رقم المحتوى 552
أضف تقييم
أخبار مشابهة
تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 1168 الشهر 3181 الكلي 923180
الوقت الآن
السبت 2024/5/4 توقيت الكويت
تصميم وتطوير