مجلة التدريب
www.Moias.org
العمل التطوعي في الأزمات  
العمل التطوعي في الأزمات  
التدريب
أضيف بواسطة sa

 إعداد: ماجد الحميدي

 

إن العمل التطوعي يعد وليدًا لبيئة ثقافية واجتماعية تؤمن بأن الترابط والتلاحم بين أبناء الوطن الواحد وهو ضرورة استراتيجية بل هو أساس قوة المجتمعات، وللعمل التطوعي ركائز ثلاث، ركيزة تعليمية: ففي الآونة الأخيرة  لوحظ اهتمام المؤسسات التعليمية بترسيخ هذا المفهوم كجزء أساسي من المناهج الدراسية سواء من خلال تنظيف الشواطئ أو تخصيص يوم لرعاية ذوي الاحتياجات الخاصة وغيرها من المظاهر الأخرى،  وركيزة توعوية: من خلال دور الإعلام في التوعية بأهمية ذلك العمل.

ويعني ما سبق أن الجهود التطوعية الملموسة خلال أزمة كورونا سواء في الكويت  أو دول الخليج الأخرى هي نتاج عمل ممتد عبر سنوات ليست بالقليلة وتمثل أساسًا راسخًا تم البناء عليه خلال مواجهة وباء كورونا ومنها إعلان الحملة الوطنية لمكافحة كورونا في الكويت عن فتح باب التطوع للعمل في المجالين الصحي والإنساني، وإعلان وزارة الصحة  الكويتية مبادرة العمل التطوعي .

 

إن أهمية العمل التطوعي والذي يمكن تحديده في ثلاثة أمور، الأول: أنه كلما ازداد حجم الكوارث والأزمات كانت هناك الحاجة للعمل التطوعي، وقد قدمت كورونا دليلاً دامغًا على ذلك بحيث فاقت إمكانات كافة دول العالم حتى المتقدم منها، فالمتطوعون يكون لديهم القدرة على الوصول للفئات المحتاجة ربما بشكل أسرع، والثاني: دراية المتطوعين بمناطقهم وتحديد الفئات الأكثر حاجة للمساعدة دون غيرها، والثالث: تنوع المساعدات المقدمة من المتطوعين بحسب احتياجات المناطق بما يسهم في تكامل الجهود وتحقيق الفائدة منها.

ومع أهمية العمل التطوعي خلال الأزمات والكوارث فإن له عدة دلالات، منها أنه يعيد التأكيد على النسيج الاجتماعي الواحد، ففي الأزمات يجب أن تختفي الاستقطابات والهويات الضيقة ليكون الكل في مسار واحد وخاصة في الأزمات التي ترتبط بوجود الإنسان ذاته كأزمة كورونا، ولا شك أن الاستجابة الكبيرة لنداءات التطوع تعزز من ناحية ثانية الثقة في دور الحكومات ومن ثم تعزيز أسس الدولة الوطنية في ظل عدم وجود أطر دولية فاعلة لمواجهة هذا النوع من الأزمات.

ومجمل القول أنه على الرغم من التحديات الهائلة التي أوجدتها أزمة كورونا الكارثية وغير المسبوقة فإنها قد كشفت عن جانب آخر مهم وهو أن الثروة الحقيقية للأمم هي في أبنائها الذين يدركون أهمية ومعنى أن مصلحة الأوطان تسمو فوق الجميع وأن هناك مسؤولية تقع على عاتق كل فرد إزاء الوطن والتي تعد الأزمات والكوارث اختبارًا حقيقيًا لها ، وأن هناك جاهزية  للتعامل مع أي مستجدات طارئة مهما كانت خطورتها ومن ثم يكون هناك يقين بالقدرة على تجاوزها.

المشاهدات 3120   تاريخ الإضافة 2020/08/19   آخر تحديث 2024/05/03 - 15:56   رقم المحتوى 478
أضف تقييم
أخبار مشابهة
تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 121 الشهر 4125 الكلي 924124
الوقت الآن
الأحد 2024/5/5 توقيت الكويت
تصميم وتطوير